من قضايا الشعر العربي

في كتابه هذا يتناول أ. د. أحمد محمد المعتوق/أستاذ اللغة والأدب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المملكة العربية السعودية قضايا متعلقة بالشعر العربي باعتبار أن جوانب مهمة منها ما تزال في حاجة إلى مزيد من الكشف، وتدقيق النظر، ولما يترتب عليها من أهمية في دعم مكانة الشعر والعمل على حيوية التفكير فيه وفي ما يوسع من آفاقه ويزيد من فاعليته...وعبر محاور هذا الكتاب – يعيد الدكتور المعتوق التفكير في كثير من القضايا المتعلقة بالشعر العربي، وفقاً للمعطيات الثقافية والحضارية الجديدة منها ما ارتبط بالشعر الحر من مفاهيم وقوانين وآراء ومواقف وإشكالات والدراسات التي تناولته، وتحدثت عن تطوره "بوصفه حركة تجديدية وافدة على الأدب العربي مدمجة في إطاره الحديث وعن ريادة هذه الحركة وما كان لتجارب روادها من أصداء وآثار وانعكاسات على واقع الشعر المعاصر...".وفي السياق نفسه يتناول المؤلف قضايا أخرى قديمة حديثة يمكن إسقاط مؤداها على ما اكتسبه رواد الشعر الحر أو ابتكروه أو جددوا فيه وهذه القضية هي "قضية (الأصالة والابتكار)، أو (الأصالة والإبداع)"؛ إذ يتساءل المؤلف في ضوء ذلك عن قيمة ما جاء به هؤلاء وغيرهم من شعراء الحداثة، أو عن مدى الأصالة والإبداع في تجاربهم بعامَّة، حيث إن من بين ما شوّش مسارات الشعر العربي الحديث، وأدى إلى احتدام الصراعات في شأنه وتالياً إلى التنفير منه من قبل المحافظين، هي تلك التي تزعم بأن كل جديد مبتكر، وكل قديم بائد ومستهلك، وترى الإبداع في التمرد والتجاوز والرفض المطلق لكل ما هو موروث ومألوف (...) هذا في الوقت الذي تنعدم أو تستبعد فيه المقاييس الدقيقة والخطوط الواضحة والقواعد التي تضع النقاط على الحروف (...) إلى ذلك، يشير المؤلف إلى مبالغة الحداثيين بجعلهم الغموض أساساً في الإبداع الشعري حتى صار الغموض في الشعر صفة لازمة للإبداع، والباب الذي يدخل منه الشعر الحديث إلى عالمه المميز الأصيل، وغلب هذا التيار حتى جرف بعض النقاد العرب وحملهم على تبني هذه المواقف وجعل بعضاً منهم "يقرر أن كل أصيل من الشعر غامض وكل غامض أصيل..." وفي هكذا حال هل يمكن فعلاً عدُّ الغموض صفة لازمة للأصالة والإبداع؟ وهل يمكن أن نتقبل فكرة أن ظاهرة الغموض الشعري لا وجود لها في أصل التراث العربي... وأن الغموض الشعري لا وجود له بوصفه قضية نقدية حيوية في هذا التراث؟!القضايا سابقة الذكر، أو الأسئلة المتعلقة بها على وجه التحديد، هي من المحاور التي درسها الدكتور المعتوق (دراسة نقدية) في هذا الكتاب بقصد تنشيط حركة الشعر وإنمائها في هذا العصر، فجاءت خدمة جلية يقدمها المؤلف للعربية وأدبها تستحق التوقف عندها وهي ما يتوجب على كل ناقد وكل شاعر قراءتها بعمق حتى لا يزل قلمه ويبتعد عن الهدف السامي من وراء كتابة الشعر وهو "تجسيد معاني الحق والعدل والجمال والحب والسلام". وبذلك يكون الحديث عن (قضايا الشعر العربي) وما ارتبط به من مفاهيم ونظريات وشؤون وشجون في تجدد مستمر...محتويات الكتاب: 1- "قراءة القصيدة الحرة": تعليق على مشاركة للدكتور الغذامي في دورة الأخطل الصغير" التي أقامتها مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري. 2- الأصالة والإبداع في الشعر. 3- الأصالة والتقليد في الشعر عند ابن طباطبا العلوي. 4- ظاهرة الغموض: أ- القسم الأول: الغموض في الشعر العربي القديم. ب- القسم الثاني: الغموض في الشعر العربي الحديث.