يتكون هذا الكتاب من فصل تمهيدي وثلاث أبواب كل منها تكون من عدة فصول.في الفصل التمهيدي تحدث فيه تحت عنوان (ادراك الحقيقة المرة) تحدث فيه عن مفهوم الثورة معتبرا عدم وجود قيادة لثوارت ما يعرف بالربيع العربي في مصر وتونس أحد مقومات نجاحها في البداية " التنظيم والقيادة الهرمية إن كانت موجودة لكان من السهل وأد هذه الثورة بسهولة من خلا...
قراءة الكل
يتكون هذا الكتاب من فصل تمهيدي وثلاث أبواب كل منها تكون من عدة فصول.في الفصل التمهيدي تحدث فيه تحت عنوان (ادراك الحقيقة المرة) تحدث فيه عن مفهوم الثورة معتبرا عدم وجود قيادة لثوارت ما يعرف بالربيع العربي في مصر وتونس أحد مقومات نجاحها في البداية " التنظيم والقيادة الهرمية إن كانت موجودة لكان من السهل وأد هذه الثورة بسهولة من خلال استقطاب القيادة سياسا وماليا" ، مستعرضا ما جنته الأنظمة الاستبداية في تونس ومصر بحسب وصفه على شعبيهما من مذلة ومهانة !!أما عن ما جرى في ليبيا فيعتقد شاكير أن الاعلام المعادي للقذافي قام بشيطنته والعمل على عسكرة الحراك السلمي في ليبيا الذي بدا متماهيا في البداية مع الحراك في تونس ومصر، مضيفا أن السلطات الليبية تفاجأت بالانهيار السريع للأجهزة الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية، بل وصل الأمر لترك السلاح في متناول المتظاهرين بعد هروب الجنود من ثكناتهم .ويمضي شاكير في الفصل التمهيدي تبيان ما يصفه بالتشويش الاعلامي المتعمد وتزييف الحقائق عن الوقائع بحيث تم تصوير ما يحدث على أنه إبادة جماعية بحق المدنيين ، متهما دول الخليج العربي بتمويل عسكرة الحراك الشعبي في ليبيا بنحو ملياري دولار اضافة إلى 8 مليار دولار ميزانية الناتو في حربه لاسقاط القذافي .ويعتقد شاكير إن عسكرة الحراك الشعبي كان بهدف تمكين معارضة الخارج مع مؤيدهم من الداخل من فرض واقع مسلح يستدعي التدخل العسكري الأطلسي "بهدف الاطاحة بالنظام السابق الذي يبدو أنه استنفذ غاياته لدى الغرب"ويمضي المؤلف في تعديد المواقف الذي وقف فيها القذافي حجر عثرة أمام مخططات غربية وأمريكية في المنطقة العربية والافريقية والاسلامية ليخلص إلى القول : " إذا كان التغيير السياسي في مصر وتونس قد لبى مطالب استقلالية القرار الوطني وانهاء التبعية المذلة للخارج، فإن التغيير السياسي في ليبيا عمق من تبعية القرار السياسي وارتهان الوطن الليبي للخارج بشكل غير مسبوق ... فلولا النفط وانهاء احتكار الدولة الليبية له ما كان ليتدخل الغرب في ليبيا عسكريا تحت أي دعاوى انسانية أو سياسية، والدرس السوري خير شاهد"ويواصل المؤلف تشخيصه لما حدث ويحدث إذ يقول : " تواجه ليبيا لأول مرة في تاريخها مخاطر الردة السياسية لوضعية ما قبل 24 ديسمبر 1951"شاكير لا ينسى في هذا الفصل تحميل نظام معمر القذافي جزءا من المسؤولية فيما آلت إليه الأمور : " ثورة سبتمبر 1969 أخفقت في تلبية العديد من تطلعات وطموحات الليبيين على أكثر من صعيد" ، ليختم فصله التمهيد بالخشية أن تتحق مقولة ماركس " أخشى أن تصبح الحقبة التاريخية الحالية في ليبيا بشخوصها جزء من الأزمة وليس الحل المأمول"الباب الأول : ثورة تسليم مفتاح للثواريمهد الؤلف لفكرته بالقول : " يكاد من الصعب توصيف ما حدث في ليبيا بكونه ثورة شعبية حقيقية لكون التغيير الذي حدث افتقد لأبسط مقومات الثورة بسبب عمليات التوظيف السياسي الخارجي الذي استند لاستراتيجيات ومصالح قوى اقليمية ودولية توافقت في لحظة تاريخية مع مطالب التغيير والاصلاح الداخلي"ويمضي شاكير شارحا لهذه الفكرة ويعقد مقارنات بين الحالة الليبية ومثلها في اليمن والبحرين مبرزا تساؤل عن سر التحول في الموقف الغربي تجاه القذافي رغم العلاقات الوطيدة بينهما !!إدارة الأزمة وسقوط النظامتحت هذا العنوان طرح شاكير سؤالا يقول : " هل من كان من الممكن تفادي التغيير السياسي بمثل هذا العنف والتكلفة الباهظة التي دفعها الشعب الليبي من حاضره ومستقبله من خلال عمليات اصلاح شاملة تلبي مطالب التغيير الذي تم التعبير عنه بقوة السلاح؟"وفي محاولته الاجابة على هذا السؤال ناقش "قابلية الأوضاع الليبية للانفجار الاجتماعي – السياسي" مقارنا بين ليبيا وتونس ومصر في عدة مجالات اقتصادية واجتماعية وسياسية، كما ناقش أيضا ما وصفه بـ"فشل النظام في إدارة أزمة التغيير السياسي" من خلال افراد مساحة للحديث عن ما وصفه بـ"مرحلة ما قبل الأزمة : مخاطر التحدي وفشل الاستجابة" ، و "مرحلة الأزمة السياسية ولحظة سقوط الأوهام" ، معددا ما سماه : "حقائق غابت عن وعي السلطة" حيث يرى بأن " النظام عبر ادارته غير الحكيمة سواء بالاستجابة الخلاقة للأزمة أو الدفع بالخيار الأمني لمداه بعث رسائل مباشرة بإمكانية سقوطه سريعا" ، ليطرح سؤالا ثانيا "لماذا ثار الليبيين على القذافي"، رغم أنهم غير محتاجين ماديا !! محاولا ايجاد جواب لهذا السؤال الذي تلهج به ألسنة عامة الشعوب في دول الجوال الليبي !!ويكشف شاكير عن مقترحات قدمها لخلية إدارة الأزمة التي يأسف أنه رفضت بالكامل بسبب أحداث 25 فبراير 2011 في طرابلس، واستبدالها بالحل الأمني .وفي فصله الثالث من الباب الأول تحدث شاكير عن "مرحلة ما بعد الأزمة : فشل الحفاظ على تماسك وقوة النظام" الذي بدأ مع تدخل حلف الأطلسي في الصراع الليبي الليبي حيث يرى أن القيادة السياسية لنظام القذافي أدركت بعد فوات الأوان أهمية الخيار السياسي، معددا خططا ومقترحات عرضت للخروج من المأزق قوبلت إما بالرفض أو تشويه التنفيذ ، مواصلا شاهدته على الأحداث حتى يوم تاريخ مقتل القذافي متسائلا : "أين الأشخاص الذين كانوا محتشدين أثناء القبض على القذافي؟ هل اعدموا لكي لا يدلون بأقوالهم ويسردون القصة الحقيقية؟ هل المعلومة التي تقول أن هؤلاء الأشخاص متواجدين في مساكن فخمة في ايطاليا صحيحة؟ لماذا قتل عمران المصراتي في فرنسا بعد تسليمه من بني وليد إلى ذويه؟ أين تقرير الـDNA الخاص بالعقيد معمر القذافي والذي قام به الاتحاد الأوروبي؟ لماذا اختفت جثة القذافي مثلما اختفت جثة أسامة بن لادن؟ لماذا لم تتواجد أي محطة تلفزيونية أو عربية أثناء الحدث ؟ "ويختم شاكير الفصل الأول من كتابه بالقول أن "أكبر خطأ ارتكبه القذافي ووزير دفاعه أبو بكر يونس عدم مراقبة الضباط الخونة لفترة طويلة داخل المؤسسة الأمنية.... لقد سقط النظام ورموزه الأساسية لا لسبب سوى لحالة الانكار السياسي التي سيطرت على الجميع بما فيهم القذافي الذي لم يصدق أنه بعد كل التنازلات التي قدمها للغرب والانفتاح عليه سيتم زاحته بتلك السهولة"