صحة الإنسان وعلاقته بالطبيعة - الماكروبيوتيك

الماكروبيوتيك مفهوم وطريقة عيش قريبة ومنسجمة مع الطبيعة. إنه أحد فروع الطب الطبيعي "البديل" ويعتبر وسيلة للحصول على الصحة الجيدة وللحفاظ عليها. ويمثّل الماكروبيوتيك طريقة في التفكير ونهج حياة يرتكز على التوازن بين التغذية الطبيعية السليمة والعادات الغذائية الصحيحة وأسلوب العيش الصحي من أجل الوصول إلى الصحة والسعادة.والماكروبيوتيك طب وعلم وفلسفة وهو يدعو إلى الانتقال الجريء وبلا قيود أو تردّد من العبودية بكل أشكالها إلى دائرة الحرية الإنسانية التي يعمل الماكروبيوتيك على توسيعه وإطلاق المجالات الرحبة أمام العقل والتفكير والذاكرة والمقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة عند الإنسان وذلك بوعي وإدراك لتكوين الحياة ومعانيها الحقيقية اعتماداً على الحسّ الطبيعي المولود مع الإنسان وعلى نموه الحيوي (البيولوجي) في هذا الكون وفي عودة إلى الأصالة وتآلف الروح والعقل والجسد مع نواميس الطبيعة وقوانينها وقواها المحرّكة في وحدة صراعية يضبط اتزانها خالق جبار. ويمكن القول بأنه وإضافة إلى الطب الياباني والصيني والهندي، نجد أن لطب الماكروبيوتيك جذوره في تعاليم القرآن الكريم وفي سلوك وحياة الرسل والأنبياء.والماكروبيوتيك إلى ذلك كله علم وطب وفن ونظام تغذية وفلسفة حياة وشكل عيش... وهو نظرة توازن إلى كل شيء، هدفها كسب الصحة والعافية والعمر المديد، وهو يقدم العلاج الغذائي للأمراض، مما يتطلب من الشخص انتهاج نمط حياة يومية سليم، صحي ومتوازن، في تآلف بين طاقة الإنسان البشرية وطاقات الكون اللامحدودة.وهذا ما يحاول المؤلف الكشف عنه وبيان خفاياه وأسراره في هذا الكتاب، وذلك بهدف دعوة إلى الطبيعة والعيش مع ما أنتجته الأرض للإنسان من خيرات طبيعية تشكّل الغذاء والدواء لجميع بني البشر، لأنها تمدّ الأجسام بالمغذيات الطبيعية المتناسقة مع طبيعة الإنسان الداخلية وتنشطه وتقيه من الأمراض الفتاكة وتساعده بقوتها ليصبح أكثر قوة ومناعة.