عرفت هشام البستاني كما عرفه الكثيرون: مناضلاً عنيداً في عالم من المتغيرات والإحباطات، يقوده حسه الإنساني العالي في الجبهات المختلفة التي يخوضها، وآخرها جبهة الأدب.لم أعهده قصاصاً، ولهذا فوجئت بقصصه، وقلت أن المحارب أراد أن يستريح قليلاً ويتأمل ما حوله، ولفتت نظري على الفور لغته المتينة القوية كصرع شامخ، تأخذ القارئ إلى عالمه الو...
قراءة الكل
عرفت هشام البستاني كما عرفه الكثيرون: مناضلاً عنيداً في عالم من المتغيرات والإحباطات، يقوده حسه الإنساني العالي في الجبهات المختلفة التي يخوضها، وآخرها جبهة الأدب.لم أعهده قصاصاً، ولهذا فوجئت بقصصه، وقلت أن المحارب أراد أن يستريح قليلاً ويتأمل ما حوله، ولفتت نظري على الفور لغته المتينة القوية كصرع شامخ، تأخذ القارئ إلى عالمه الواسع، حيث طزاجة الإحساس بالحب وسط الكآبة.رومانسية ليست كتلك التي عهدناها، إنما احتفاءً بالرغبة الإنسانية البسيطة في التواصل، تنديد بالحواجز القائمة بين البشر، برعب القمع والقهر والتعذيب، وبالاختناق في الزحام الباص، حيث الفقراء "خلفيات للأثرياء"، يجلسون عليها فتتحملهم"، يضربون رؤوسهم في الحائط" "هل هناك إله؟ هل هناك حقاً غيفارا؟"...ويجيب هشام على السؤال الذي يؤرق الكثيرين: "من تحت الطبقات السطحية، يظهر سائل النار، تسبح فيه حورية الظلام اريشكيجال".إذاً هي مفاجأة حقاً: قصص جميلة، تنفذ إلى القلب فوراً، بلغة رائعة ومتماسمة مشبعة بـ" رومانسية جديدة.