حين تحاور عقلاً فكأنما تفتح كتاباً جديداً يحوي بين دفتيه تساؤلات وأفكاراً وموضوعات شتى... ويأخذ الأمر أبعاد أعمق عندما يكون الحوار حول تفكير وطرح فلسفي يشمل مسائل وإشكالات وقضايا احتلت جزءاً مهما في الفلسفة قديماً وحديثاً، وشغلت حياة الناس عموماً وحياة المثقف والمفكر خصوصاً.وهذا ما يستطيع القارئ تلمسه عبر هذه الحوارات، حيث يشعر ...
قراءة الكل
حين تحاور عقلاً فكأنما تفتح كتاباً جديداً يحوي بين دفتيه تساؤلات وأفكاراً وموضوعات شتى... ويأخذ الأمر أبعاد أعمق عندما يكون الحوار حول تفكير وطرح فلسفي يشمل مسائل وإشكالات وقضايا احتلت جزءاً مهما في الفلسفة قديماً وحديثاً، وشغلت حياة الناس عموماً وحياة المثقف والمفكر خصوصاً.وهذا ما يستطيع القارئ تلمسه عبر هذه الحوارات، حيث يشعر وكأنه يقوم بجولة من السياحة الفكرية الجادة والمفصلة بهجوم الإنسان والفكر والحياة والمعرفة والمجتمعات.تنوعت مواضيع الحوارات فكانت حول علاقة الفلسفة بالثورات ثم حول إشكالية الهوية والمواطنة وأهمية الخطاب الفلسفي ثم حول إسهام الفضاء الإلكتروني في خدمة القضايا الفكر والفلسفة، وحول الخطاب الإيديولوجي وقند بنيته وإزدواجيته وإلتباساته، وعن علاقة التأويل بالتفكيك، ووو...يتحدث محمد وقيدي في أول حوار بالكتاب وفي إطار علاقة الفلسفة بالثورات، عن فهم وتحليل الثورات وذلك بغاية فهم تلك الثورات والتمكن في بناء نظرية ورؤية حولها، وحول إشكالية الهوية والمواطنة وما يتخللها من مفاهيم يتحدث طريف السليطي عن كيفية تشكل الهوية عبر مسار حداثي متداخلة مع علاقات واقعية متعددة ليمتد الطرح وأثناء الحوار إلى مسائل متعلقة بالنسوية وتفرعاتها وبالمادية وإلتباساتها.وفي حوار حول الخطاب الفلسفي وأهميته في مواجهة سلطة المعرفة يتحدث عبد الله المطيري كما وعن زيف الأقنعة ودورها المعيق لتحقق الحرية وثم ليمتد الطرح إلى مسألة القطيعة المعرفية، ماذا تعني؟ وعن ضرورتها؟ وأهميتها في العصر الراهن، ويتحدث سمير أبو زيد عن موقع فلاسفة العرب وما حاول أن يؤدية الفضاء الإلكتروني من أدوار مختلفة إستجابة لحراك المشهد الثقافي والفكري.ويدور الحوار حول نقد الخطاب الإيديولوجي مع شايع الوقيان ليمتد إلى مسألة بناء فلسفة عربية عن طريق ما يدعو إليه من إعداد هيئة للتلقي بإعتبارها شرطاً لتحقيق مثل هذا البناء المأمول... ثم يأتي الحوار مع محمد شوقي حول علاقة التأويل بالتفكيك في سياق مقاربات بين التأويل والتفكيك وعلاقتهما بالمشهد الفلسفي الغربي تارة والعربي تارة أخرى في ثنايا ذلك الحوار.والنظر إلى الإخفاق بإعتباره خطوة هامة تصب في خانة الخبرة الوجودية هي ما مثل رؤية فهد الشقيران التي انبثقت عبر الحوار معه، ومن ثم ليمتد الحديث إلى إشكاليتي التعليم والتربية بإعتبارهما أهم ركائز التنمية الحضارية... بالإضافة إلى مواضيع أخرى شكلت موضوعاً لمزيد من الحوارات التي ضمها هذا الكتاب الذي وإلى جانب ثراء ومتعة الحوارات المقدمة فيه وما تضيفه من أفكار جديدة وما تحدثه من تفاعل في عقل القارئ، فهي إضافة لذلك تقدم للقارئ، مستجدات ذات أهمية، ومنها تنوع الفكر العربي المعاصر والذي يتمثل هنا بمشاركة عقول وأقلام عربية تحمل إهتمامات وطروحات ورؤى عميقة ومختلفة لكلا الجنسين رجالاً ونساء بمثل ما يجده القارئ مضياً داخل هذا الكتاب الذي يشكل رحلة حوارية ممتعة صاغتها هدى الدغفق مثقفة ومبدعة وشاعرة مع طيف بديع من عقول مستنيرة ذات رسالة.