يعتبر مفهوم "المواطنة" Citizenship من المفاهيم الغربية الذي أرتبط ظهوره بكتابات المفكرين والفلاسفة الغربيين لاسيما المدينة الفاضلة لأفلاطون، ثم ما لبس أن أصبح مفهوم المواطنة مفهوماً محورياً في إطار الدراسات القانونية ليصف الوضعية القانونية التي يحق للشخص بمقتضاها التمتع بما تمنحه الدولة من امتيازات لمواطنيها وتحمل كافة واجبات ال...
قراءة الكل
يعتبر مفهوم "المواطنة" Citizenship من المفاهيم الغربية الذي أرتبط ظهوره بكتابات المفكرين والفلاسفة الغربيين لاسيما المدينة الفاضلة لأفلاطون، ثم ما لبس أن أصبح مفهوم المواطنة مفهوماً محورياً في إطار الدراسات القانونية ليصف الوضعية القانونية التي يحق للشخص بمقتضاها التمتع بما تمنحه الدولة من امتيازات لمواطنيها وتحمل كافة واجبات المواطنة كدفع الضرائب وأداء الخدمة العسكرية وغيرها، ورغم أن مفهوم المواطنة اقترن بالجنسية التي ظلت طويلة المعيار الحاكم لمنح المواطنة، إلا أنها باتت غير كافية للدلالة على مفهوم المواطنة، فكثيراً ما تكون صلة الدم أو واقعة الميلاد - وفقاً للقانون - أساساً لمنح الجنسية إلا أنها دون شك لست كافية للمواطنة.ويتضمن هذا الاصدار إسهاماً متميزاً للتأصيل لمفهوم المواطنة والتعريفات الرئيسية له سواء في الكتابات والمعاجم العربية أو الأجنبية المختلفة، كما يتضمن تحديداً للأبعاد المختلفة للمفهوم والتي تتمثل - من وجهة نظر الكاتبة - في ثلاثة أبعاد أساسية، هي: ممارسة نشاط سياسي حتى تكون المواطنة "فاعلة" ، ووضع قانوني يمنح المواطن جنسية وطنه وما يترتب على ذلك من تمتعه بمجموعة من الحقوق والحريات الأساسية كما يترتب عليه واجبات يتعين عليه القيام بها، أما البعد الثالث فيتضمن حس ثقافي أو رابطة معنوية قوامها الولاء والانتماء للوطن، والتسامح واحترام التنوع الثقافي والعرقي والديني واللغوي داخله.