كان من أبرز الأسئلة التي طرحها الرئيس الأمريكي جورج بوش وإرادته بعد هجمات أيلول 2001 مباشرة، ثم عاد ليطرح مراراً وتكراراً في مناسبات مختلفة: لماذا يكرهوننا-يقصد العرب والمسلمين-ولماذا يضحون بأنفسهم من أجل إلحاق الضرر بنا؟ وبدأت المطابخ الإعلامية والبحثية الأمريكية ومن يدور في فلكها تدفع بالتقارير والأبحاث التي سعت للإجابة على ال...
قراءة الكل
كان من أبرز الأسئلة التي طرحها الرئيس الأمريكي جورج بوش وإرادته بعد هجمات أيلول 2001 مباشرة، ثم عاد ليطرح مراراً وتكراراً في مناسبات مختلفة: لماذا يكرهوننا-يقصد العرب والمسلمين-ولماذا يضحون بأنفسهم من أجل إلحاق الضرر بنا؟ وبدأت المطابخ الإعلامية والبحثية الأمريكية ومن يدور في فلكها تدفع بالتقارير والأبحاث التي سعت للإجابة على التساؤل مجمعة على أن الإسلام هو السبب (!!) وعملت جاهدة على استبعاد الجواب الحقيقى الوحيد وهو (السياسة الأمريكية) وآثارها التي آلت إلى هذه النتيجة، ثم ما لبثت أن انداحت حملات الكراهية ضد العرب والمسلمين وجولات الحروب العسكرية.(إمبراطورية تطفو على سطح الإرهاب) معالجة دقيقة ومتابعة حثيثة للسياسة الأمريكية وما راكمته في العقود الماضية من أحقاد وضغائن، حاولت عبر فصول الكتاب الإجابة على التساؤل الأمريكي إياه بكل حياد وموضوعية والتي انتهت إلى أن ما يحدث اليوم وما تقوم به أمريكا لا يعدو أن يكون سوى عودة إلى مربع الممارسات والسياسات والاستعمارية العدوانية لإمبراطورية تتسلل في الوقت الضائع لاحتلال المنطقة برمتها مما يراكم مرى أخرى-بدل أن يزيل ويعالج-مشاعر الكراهية والعداء ضدها ومما يضعنا في نهاية المطاف مرة أخرى أمام الحقيقة الصارخة التي تكشف ما يحمله السؤال (لماذا يكرهوننا؟) من شحنات تضليلية هي الأكبر في التاريخ القديم والحديث من خلال آليته في التغطية على السبب الحقيقي للكراهية وللجهة الحقيقية المسببة لها كما تفضحها هذه المعالجة