لقد اهتم القرآن الكريم بالحوار مع أهل الكتاب ووضع ضوابط لذلك باعتبارهم أصحاب ملل سماوية قبل أن يطرأ عليها النسخ والتحريف والذي يطله عن قرب على أصول الأديان ويتعرف على تفاصيلها ينتهي لا محالة إلى أن أصل الدين واحد وموضوعه واحد وغايته واحدة فيدرك المرء مدى الإحراف الذي حل بالناس بأبعدهم عن الصواب واغتالهم عن الطريق السوي فتتكون بذ...
قراءة الكل
لقد اهتم القرآن الكريم بالحوار مع أهل الكتاب ووضع ضوابط لذلك باعتبارهم أصحاب ملل سماوية قبل أن يطرأ عليها النسخ والتحريف والذي يطله عن قرب على أصول الأديان ويتعرف على تفاصيلها ينتهي لا محالة إلى أن أصل الدين واحد وموضوعه واحد وغايته واحدة فيدرك المرء مدى الإحراف الذي حل بالناس بأبعدهم عن الصواب واغتالهم عن الطريق السوي فتتكون بذلك لدى المرء حاسة رد الأمر إلى نصابه ومعرفة الأهواء والأغراض التي تؤدي إلى تحريف العقائد. وفي قضية الحوار الديني هناك خلل فادح في طريقة طرح قضايا الدين والاعتقاد من حيث التعريف والمضمون خاصة عند عقد ملتقيات جامعة بين مختلف أصحاب الملل والنحل فتغيب في ثنايا المجاملات الحقيقة العلمية وتبرز كثيرًا من التقديرات غير العلمية والمجانية للصواب إن لم نقل لمسالك الشرع الحنيف. وبما أن الأمر يتعلق بالضبط الشرعي والتحديد الاصطلاحي فقد وقف المؤلف- جزاه الله خيرًا- عند ذلك طويلًا وأورد آراء العلماء بقصد توفير منطلقات ثابتة متينة تسهم في تأسيس حركة حوار أصيل يجمع الأشتات الإنسانية في دورة من التعارف الحضاري والتدافع الإيجابي.