يعتبر البحث عن مفهوم العقل من الموضوعات الفلسفية الأكثر تعقيداً، لصعوبة ضبط مصادره وآلياته الإجرائية ومؤثراته، أما العقل النقدي فهو المنظومة المعرفية التي تعين المثقف على إنشاء فلسفة أفق تصوره الثقافي وتشكيل نموذجه النقدي أي "معايير القيمة" فالإنسان منذ آدم وحتى فناء العالم لم يتجاوز أفق تصوره الفلسفي "الحرية والعدالة والحقيقة"....
قراءة الكل
يعتبر البحث عن مفهوم العقل من الموضوعات الفلسفية الأكثر تعقيداً، لصعوبة ضبط مصادره وآلياته الإجرائية ومؤثراته، أما العقل النقدي فهو المنظومة المعرفية التي تعين المثقف على إنشاء فلسفة أفق تصوره الثقافي وتشكيل نموذجه النقدي أي "معايير القيمة" فالإنسان منذ آدم وحتى فناء العالم لم يتجاوز أفق تصوره الفلسفي "الحرية والعدالة والحقيقة". وتضم تلك الكليات الثلاث بدورها ثلاث مسائل هي "الحقوق والواجبات والمساواة والمعرفة" وضمن تلك المسائل تتفرع الجدليات الفلسفية والعقدية والتاريخية والفكرية والعلمية والمفاهيم والطرائق والنظريات والمناهج والتجارب والخبرات. أي أن أفق التجربة الفكرية الإنسانية العالمية محدود بتلك الكليات والمسائل.ومن خلال مفهوم العقل النقدي تسعى الكاتبة مؤلفها هذا إلى تبيان أفق التصور الثقافي الذي تعتبره ... "تجديد رؤيتنا لأنفسنا وللأشياءـ أو إنتاج رؤية جديدة لأنفسنا من خلال الأشياءـ أو تجديد فهمنا لأنفسنا وللأشياء" وبهذا ترى الكاتبة أن فهمنا لأنفسنا ليس من صنعنا وإنما هو من صنع الآخرين، فنحن نتحرك من خلال رؤية مستعارة؛ نرى بعيون مستعارة ونفكر بطريقة مستعارة، ونقوَم بمنظومة مستعارة، وهي إستعارة تستعمر حرية الإنسان وتحارب استقلال تصوره للحقيقة وهنا تبدو الحرية والحقيقة أساس فلسفة افق التصور الثقافي لأنفسنا وللأشياء لأنهما يمنحان الإنسان رؤية جدلية تتجاوز النفي والإثبات إلى استدامة تحليلية وتنمية منطقية قابلة للتجديد برأي الكاتبة.ومن أجل الإحاطة بموضوع الكتاب أكثر تتجول الكاتبة عبر فصول الكتَاب الثلاثة بين الفلاسفة بدءاً من انكسا جوراس، وسقراط، ولوك، وسارتر، وهيدجر، وهيجل وغيرهم كثير من العصر القديم والحديث في مناقشة مسهبة ورائعة تعني العقل، وتزود بمصادر المعرفة بغية الوصول إلى فهم أكثر لفلسفة التصور الثقافي...