البنية السردية في الرواية السعودية؛ دراسة فنية لنماذج من الرواية السعودية

تتبوأ الرواية مكانة بارزة بين الأجناس الأدبية الحديثة من حيث الكثرة والازدهار والانتشار... والسرد أداة من أدوات التعبير الإنساني، والرواية من أهم الفنون السردية وأكثرها استقراراً؛ وتأتي القصة القصيرة في شكلها السردي تابعة لفن الرواية.وللبنية السردية مظهران: أحدهما دلالي والآخر تركيبي، وترتب من المزج بين هذين المظهرين أن السرد أضحى بناء ذا مراق ودرجات، بالإضافة إلى أن مادته المكونة له تمثل جزءاً من المجتمع المعيش، فأصبحت البنية السردية تحوي ناساً ومجتمعاً وفكراً ولغة، ما أغرى به أصحاب المذاهب والأيديولوجيات، فأنصار الفكر الاجتماعي يرون فيه صورة من البناء الاجتماعي، وأنصار المذهب السيكولوجي يرون البنية السردية جزءاً من البناء النفسي للإنسان المبدع، ويرى اللسانيون فيه صورة من نموذج البناء اللساني للجملة.في هذه الدراسة تتناول الكاتبة "البنية السردية في الرواية السعودية بما يُمكِّن القارئ من خلالها الحكم على البنية السردية للرواية السعودية، ومعرفة أبرز آلياتها الفنية، واتجاهاتها الأدبية. وقد اختارت الكاتبة نماذج فنية من كل مرحلة فنية من مراحل تطور الرواية السعودية، بالإضافة إلى أنها حاولت أن تكون هذه النماذج متنوعة وتغطي أكبر قدر ممكن من مساحة المملكة العربية السعودية جغرافياً ومكانياً، فكانت الروايات المتناولة في هذه الدراسة من جميع مناطق المملكة "الشمالية والوسطى والجنوبية والغربية والشرقية"، كما تنوعت في اتجاهاتها الأدبية وفي توظيفها للآليات السردية ما بين القوة والضعف، وإن كانت الكاتبة أميل في اختيارها للنماذج إلى الروايات الأكثر قوة فنياً...توزعت الدراسة على بابين وأربعة فصول، إضافة إلى المقدمة والمدخل والخاتمة. تحدثت الكاتبة في المقدمة عن أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والمنهج المتبع في الدراسة، أما المدخل فتناولت فيه جزئيتين: الأولى عن مفهوم البنية السردية في الرواية، والثانية لمحة موجزة عن الرواية السعودية.وخصص الباب الأول: لآليات الخطاب السردي، وتوزع على فصلين: الأول "بنية الزمن السردي"، والثاني: "بنية الراوي".أما الباب الثاني فيتحدث عن: أدبية النص السردي، وتوزع على فصلين: الأول "الاتجاهات الأدبية" والثاني "بنية التناص" وأخيراً خاتمة الدراسة ونتائج مهمة...