العالم اليوم بحاجة إلى منهج ينظم الحياة، منهج يتصف بالشمول والتكامل والثبات النسبى، منهج لايختلف عليه عاقل، منهج يؤكده العلم ويسير معه فى إتجاه متوازٍ، لاسيما فى عصر يتسم بتعقد الحياة وصعوبة العيش، نظراً للتقدم التكنولوجى والإنفجار المعرفى، عصر غابت فيه القيم السماوية وتحكمت فيه المادة، عصر إتسعت فيه دائرة العلاقات الإجتماعية عن...
قراءة الكل
العالم اليوم بحاجة إلى منهج ينظم الحياة، منهج يتصف بالشمول والتكامل والثبات النسبى، منهج لايختلف عليه عاقل، منهج يؤكده العلم ويسير معه فى إتجاه متوازٍ، لاسيما فى عصر يتسم بتعقد الحياة وصعوبة العيش، نظراً للتقدم التكنولوجى والإنفجار المعرفى، عصر غابت فيه القيم السماوية وتحكمت فيه المادة، عصر إتسعت فيه دائرة العلاقات الإجتماعية عن ذى قبل. لذلك تبدو الحاجة إلى النهج الإسلامى الحياتى، الذى وضعة الله تبارك وتعالى فى صورة قرآن نزل من السماء لإصلاح الأرض بعد فساد أهلها، وفى صورة أقوال وأفعال وتقارير من رجل اصطفاه الخالق وأدبه وصنعه على عينه لهداية العالمين. ويأتى هذا الكتاب نتيجة لبحث قام به الكاتب؛ للإطلاع على مدى إلتزام المسلمين بهذا المنهج الحياتى القويم، حيث وجد ما لم يكن يتوقعه حيث أن نسبة الملتزمين بالمنهج الإسلامى فى الحياة لا يتجاوز اثنان بالمئة، وعندما بحث فى الأسباب وجد أن أهم هذه الأسباب هى:-• غياب أو نقص الوعى و الإلمام بسنته صلى الله عليه وسلم. • ومن له دراية بهذا الهدى العظيم، يأخذ منه ما يوافق هواه، ويترك ما يتعارض معه. • فضلاً عن كثرة الفتن والمغريات التى تقلل من شأن السنة، ويتعلل هؤلاء بأن السنة لا يدخل تاركها النار، فضلاً عن التكاسل والتهاون أحياناً. • بالإضافة إلى سيطرة بعض الأفكار الدخيلة على أذهان المسلمين، فيتبعون فى حياتهم ما يسمى بالإتيكيت. لذلك قرر الكاتب الشروع فى هذا البحث، كاشفاً وموضحاً لمن يجهله، مبيناً أهميته وفضله على الفرد والمجتمع لمن يتكاسل عنه، عاملاً بقوله صلى الله عليه وسلم "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا". وقد استقى الكاتب هذا المنهج من القرآن الكريم، ومن صحيح السنة، وعزا الأحاديث النبوية الشريفة إلى مصادرها وغالباً ما يكتفى بالصحاح الستة، واقتصر فيه على الصحيح. كما قام بتقسيم البحث إلى فصول والفصول إلى مواضيع، وأدرج تحت كل موضوع آدابه، وجعل لهذه الآداب عناصر مرقمة، حتى يسهل فهمها واستيعابها، فضلاً عن سرعة حفظها واسترجاعها، كل ذلك من باب التسهيل والتيسير على القارىء حتى لا يلتبس عليه الأمر، كما راعى الإيجاز قدر المستطاع، فلم يعرج على النصوص إلا إذا تطلب الأمر بسط وشرح. وقد ذكر الكاتب أوجه الإعجاز العلمى فى بعض النصوص، لهذه الأسباب:-• بياناً لصدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم.• اطمئناناً لقلوبنا وتثبيتاً لأنفسنا، ﴿ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾.• وتحفيزاً للقارىء على الإلتزام بهذه الآداب. كما ذكر الكاتب بعض أقوال الحكماء والمحققين من العلماء وبعض أبيات الشعر لدورها فى الشرح، وتزييناً للبحث وتحفيزاً للقارىء، لأن النفوس تهوى ذلك وترتاح له.