يرى الكاتب أن أحد خصائص إعجاز القرآن الكريمة أنه كتاب (ديناميكي) أي كتاب طاقة حركية فعالة منظمة تدفع بالتطور بكل اتجاه، ابتداء من النشاط العقلي والذهني وانتهاء بواقع الحياة، فهو ينافي الجمود والتخلف في جميع صورهما، ولو أراد الإنسان كتابا جامعا حافلا فيه شيء من كل شيء، وفيه كل شيء عن بعض الأشياء الهامة، ويكون نافعا للعقل وهاديا ل...
قراءة الكل
يرى الكاتب أن أحد خصائص إعجاز القرآن الكريمة أنه كتاب (ديناميكي) أي كتاب طاقة حركية فعالة منظمة تدفع بالتطور بكل اتجاه، ابتداء من النشاط العقلي والذهني وانتهاء بواقع الحياة، فهو ينافي الجمود والتخلف في جميع صورهما، ولو أراد الإنسان كتابا جامعا حافلا فيه شيء من كل شيء، وفيه كل شيء عن بعض الأشياء الهامة، ويكون نافعا للعقل وهاديا للفكر ومدفئا للقلب، يرى من خلاله الكون والحياة عبر كل الأزمنة، ومن خلال جميع الأمكنة، ويتعرف فيه على حياة البشر جماعات وأفرادا، وما في حياتهم من خير وشر واستقامة وعوج، ثم يعرف من خلاله أسرار اللسان العربي المبين، ويحلق مع معانيه في كل سماء، وتسير خواطره متدفقة في كل اتجاه، فليس أمامه سوى دستور الحياة الخالد، وهو الكتاب المتجدد في معانيه والثابت في محتواه. وقد جاءت دراسة الكاتب في هذا الجانب الإعجازي الجديد في مقدمة وسبعة مباحث وخاتمة. في المقدمة، تحدث الكاتب عن أهمية الموضوع، وأنه وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم. وفي المبحث الأول: ديناميكية البناء اللغوي، تتبع الكاتب الأساليب البلاغية التي تثير الانتباه وتحرك ذهن الإنسان، مثل: التشبيه والاستعارة، والاستفهام والاستثناء والنداء، وقد تتبع ذلك في أربعة وأربعين أسلوبًا من أساليب العربية. وفي المبحث الثاني: ديناميكية الأداء الصوتي، وهو تنقله بين مقاطع مختلفة وأساليب متعددة من الأداء الصوتي، وتتبع الكاتب ذلك من خلال ثمانية موضوعات شملت الجناس وملحقاته والفواصل وتقسيماتها، ولزوم ما لا يلزم والإعلال والإبدال والإدغام. وفي المبحث الثالث: ديناميكية البعد النفسي الداخلي، ويعني بها الكاتب حركة القرآن في كيان الإنسان، حيث بين أسباب ذلك ودلل عليه بسبعة أمثلة كنماذج لتوضيح الفكرة. وفي المبحث الرابع: ديناميكية البعد الزماني، تناول الكاتب أحد عشر موضوعا، شملت: ما جاء ذكره من مفردات الزمان، وتحديد أوقات العبادات، وما جاء ذكره مصحوبا بالعدد، ودقة الوقت كما عبر عنها القرآن، وخصوصية بعض الأوقات، وما ورد بذكر اليوم الآخر، والتعبير بالماضي عن المستقبل، والتعبير عن المستقبل باسمي الفاعل والمفعول، والإخبار عن القرون الماضية، الإخبار عن المستقبل، ديناميكية الزمان. وفي المبحث الخامس: ديناميكية البعد المكاني والحركة الكونية، تناول الكاتب الحديث عن ثمانية موضوعات شملت: ما جاء ذكره من الأجرام العلوية، والمذكور من البلاد والبقاع والأمكنة والجبال، وما تكرر ذكره من الأماكن، وما نسب في القرآن إلى الأماكن، وما أقسم الله به من الأماكن، وما ورد فيه من أسماء الأماكن الأخروية، واستيعاب القرآن للبعد المكاني، وحركة المكان والزمان وفي المبحث السادس: ديناميكية الحدث والحركة الاجتماعية، تناول الكاتب تسعة موضوعات شملت: سجل القرآن الكريم مواقف من الحياة الخاصة للنبي عليه الصلاة والسلام، ورصده أحداث الصراع بين النبي عليه السلام وكفار مكة، ورسم القرآن الكريم بناء دولة المدينة، وسجل الحوار التعليمي بين الرسول وأصحابه، وسجل الحوار الدعوي مع المشركين وأهل الكتاب، وسجل جوانب من الحياة الخاصة لبعض المؤمنين، وسجل الحياة الاجتماعية للمجتمع المسلم، وسجل الحياة الثقافية والعقدية والاجتماعية لكفار مكة والمدينة، وسجل الحياة الاجتماعية للأمم والشعوب التي أبيدت أو بقيت حتى نزول القرآن. وفي المبحث السابع: ديناميكية التشريع الإسلامي، ذكر الكاتب أنه تشريع متدرج يلائم النفس الإنسانية والمجتمع الإنساني، حيث تحدث عن ذلك من خلال أربعة موضوعات شملت: الناسخ والمنسوخ، والمجمل والمبين، والمنطوق والمفهوم، والعام والخاص. وفي الخاتمة أوجز الكاتب فيها البحث وأهم التوصيات