"المتفيهقون" الذين يتحدث عنهم الدكتور "محمد حسن هيتو" في كتابه هذا، هم صناع الفتوى، ومروجوها في زماننا هذا، والتي باتت ظاهرة غير صحية في أوساط الأمة الاسلامية، لا تستند على قاعدة من علم ولا معرفة، بل جلَها إيحاءات من جهل، ومصالح آنية، ما أوقع الأمة في تناقضٍ، وضياع، بدلاً من اليقظة والنهوض.وفي هذا المجال يعود المؤلف إلى زمن السل...
قراءة الكل
"المتفيهقون" الذين يتحدث عنهم الدكتور "محمد حسن هيتو" في كتابه هذا، هم صناع الفتوى، ومروجوها في زماننا هذا، والتي باتت ظاهرة غير صحية في أوساط الأمة الاسلامية، لا تستند على قاعدة من علم ولا معرفة، بل جلَها إيحاءات من جهل، ومصالح آنية، ما أوقع الأمة في تناقضٍ، وضياع، بدلاً من اليقظة والنهوض.وفي هذا المجال يعود المؤلف إلى زمن السلف الصالح ويذكر الناس بأن هؤلاء العلماء والأئمة والمحدثين كانوا يتورعون عن الفتوى أحياناً خوفاً من ضلال الأمة فعندما "سئل الإمام مالك بن أنس عن أربعين مسألة في دين الله، فقال في ست وثلاثين منها: لا أدري، قال له السائل: ماذا أقول لقومي إذا رجعت إليهم، وكأنه استكبر هذا القول من مالك...! فقال له مالك: قل لهم: إن مالك بن انس يقول: لا ادري..." وكذلك فعل الإمام الشافعي، والإمام الأجل أحمد بن حنبل وهو أمير الحديث وغيرهم الذين كان كل واحد منهم يشفق أن يتكلم بالفتوى في دين الله وهناك من هو أولى منه بها، وخشية الخطأ فيها... "اثر الجهل في الأمة والمجتمع"، "تورع سلف الأمة عن الفتوى"، "انقلاب الموازين العلمية"، "خطر تلقي العلم عن الكتاب دون معلم"، "إخضاع نصوص الشرع للعقل وإنكار المعجزات"...الخ.