إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له القائل في كتابه العزيز:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وأش...
قراءة الكل
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له القائل في كتابه العزيز:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله القائل: (لا تزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتِي ظاهِرِينَ عَلَىالحَقِّ لا يَضُرُّهُم مَن خَذَلَهم حَتَّى يأتي أَمْرُ اللهِ) رواه مسلم رحمه الله تعالى، أما بعد:فلقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء وبلَّغ ما أُوحى إليه من ربه، فأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد، وسار الصحابة رضي الله عنهم والتابعون على دربه وسنته، إلى أن ظهرت بعض الفرق والطوائف المبتدعة كالخوارج والشيعة والمعتزلة والجهمية، وغيرهم من الفرق الضالة التي حادت عن منهج الله تعالى ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد تناولتُ في هذا البحثِ الحديثَ عن الحركة التي انتشرت في العالم الإسلامي عقب اتساع الفتوحات الإسلامية وازدياد الرخاء الاقتصادى، مما حمل بعضهم على الزهد الذي تطور بهم حتى صار لهم طريقة مميزة معروفة باسم (الصوفية)، فقد قمت بتعريف هذه الطريقة، وتأسيسها، وأبرز شخصياتها، وطرقها، ومدارسها، وشطحاتها، وإبراز معتقداتهم التي تخالف معتقدات أهل السنة والجماعة، وَلِعِظَمِ خطر هذه الطريقة المبتدعة والتي يغتر بها كثير ممن جهلوا خطرها، كان هذا البحث، وقد صدرته بالحديث عن أهمية التوحيد وفضله وختمته بالحديث عن منهاج الفرقة الناجية، الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة، وأسال الله - عز وجل – أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين، وأن يكون سائقا إلى التوحيد والسنة، مجنّبا لكل شرك وبدعة، وأن يجعله في ميزان الحسنات يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولله الحمد أولاً وآخراً، وأعوذ به أن أُذَكِّرَكُم به وأنساه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.