علاقة الشعر بالسحر والحجب والاختراق علاقة وثيقة وجدلية منذ أقدم العصور، وهي علاقة تتجاوز حدود الإيمان العلمي والتصورات المنطقية للأشياء لتدخل في فضاء الإحساس والحدس والمعرفة الصوفية العرفانية بآفاقه المختلفة، وبقي الشعر بتجلياته المتنوعة يلهم هذه التصورات ويدعمها ويغذيها بمزيد من الرؤى والأحلام والأوهام والمعتقدات والموروثات وال...
قراءة الكل
علاقة الشعر بالسحر والحجب والاختراق علاقة وثيقة وجدلية منذ أقدم العصور، وهي علاقة تتجاوز حدود الإيمان العلمي والتصورات المنطقية للأشياء لتدخل في فضاء الإحساس والحدس والمعرفة الصوفية العرفانية بآفاقه المختلفة، وبقي الشعر بتجلياته المتنوعة يلهم هذه التصورات ويدعمها ويغذيها بمزيد من الرؤى والأحلام والأوهام والمعتقدات والموروثات والطقوس، من أجل توكيد أعلى وتوثيق أشد لحميمية هذا التفاعل مع جوهر الشعر وبؤرته الباطنية العميقة وفضائه المخصب بالغموض والتشظي.إن تمظهر الجسد في مشهد العاطفة وحركة الانفعال وتكشّف الدلالة، وتصدره للمشهد الشعري بعد أن كان غائباً في الميراث الشعري العربي ومحشوراً في منطقة المسكوت عنه، يمثل خطاباً متحركاً ومتموجاً ومشحوناً بالانفعال والحيوية والنشاط، ويفضي الى عادة تركيب اللغة الشعرية وتشغيلها ضمن سياقات الإعلان الصريح عن ظهور الجسد، بوصفه مبصراً كتابياً يعكسه السواد الكتابي في منطقة بياض الورقة، ودالاً سيميائياً يبزغ من خلل الدوال ليتجلى صورياً ومشهدياً في فضاء الدلالة وقيم المعنى.