الشيخ خليفة بن بطاح الخزي –رحمه الله- حينما يُعدُّ العلماء أو المفكرون أو الدعاة فإنه ممن يُمكن تصنيفه من هؤلاء الأعلام في العلم والفكر والدعوة في محافظة الرس ومنطقة القصيم، بل على مستوى أكثر من ذلك، كما أنه ممن يُعدُّ من الصفوف الدعوية الأولى للصحوة الإسلامية، وهو مع هذا وذاك من أصحاب الهِمم العالية، فهو صاحب نَفَسٍ طويل، وصبرٍ...
قراءة الكل
الشيخ خليفة بن بطاح الخزي –رحمه الله- حينما يُعدُّ العلماء أو المفكرون أو الدعاة فإنه ممن يُمكن تصنيفه من هؤلاء الأعلام في العلم والفكر والدعوة في محافظة الرس ومنطقة القصيم، بل على مستوى أكثر من ذلك، كما أنه ممن يُعدُّ من الصفوف الدعوية الأولى للصحوة الإسلامية، وهو مع هذا وذاك من أصحاب الهِمم العالية، فهو صاحب نَفَسٍ طويل، وصبرٍ جميلٍ في مشروعاته الدعوية والاحتسابية، كما أنه من نماذج الصابرين على قضاء الله وقدره في مصائب أُمة الإسلام، فالشيخ ليس من أرباب العيون النائمة، أو القلوب الغافلة، أو أصحاب العقول المستريحة من هَمِّ الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.والكتابة عن شخصية الشيخ خليفة لا تعدو أن تكون في جوانب ثلاثةٍ جامعة، فأولها: أن له شخصيةً متميزة في النشأة وبناء الذات العلمية، والترجمة هنا غير معنية بتفاصيل الحياة الشخصية له، وثانيها: أنه تربويٌ أنجحته مهنته وأسهم في إنجاحها من خلال رسالته التربوية والدعوية، وثالثها: عَرْضُ أبرز بحوثه وآرائه ورؤاه في هذا الكتاب والتي كان لها النصيب الأكبر، فهو باحثٌ علمي وراصدٌ إعلامي قوي، ومشروعه عن (الليبراليون الجدد) ممن يُسمُّون أنفسهم بالتنويريين ويسُمَّوْن بالليبرو إسلاميين يُعدُّ لبنةً أولى في مشروعه، وشاهداً له عند الله وعند عباده من المسلمين، وهو ممن يصدق في حاله المثل القائل: (ويلٌ للشَجِيِّ من الخَلِيّ)، فقد كان شجياً بهموم أمة الإسلام تحمرُّ وجنتاه وتصفرُّ في كل مجلس وفي كل مناسبة، أمام من هو شجيٌ وخليٌ من الناس، شأنه كغيره من الغيورين على أمة الإسلام وهم كُثرٌ بحمد لله، وهذا الجانب عن رؤاه قد يكون هو المهم في هذه الترجمة.ولذلك فإن هذا الكتاب المعني بترجمته وعرض شيءٍ من تُراثه قائمٌ على بعض ما كتبه هو في كتابه (الليبراليون الجدد - الواقع المحلي - المحور الأول: الانحرافات العقدية عرض ونقد)، أو رَصَدَه وعلَّق عليه في ملفاته الورقية، أو حفظه في أرشيفه الإلكتروني، أو مما دونه هو في محاضراته ودروسه المكتوبة بخط قلمه غالباً، فالكتاب بهذا الاعتبار منه وإليه. •من غلاف الكتاب:هذه الكتابة من المحاولات الجادة عن جانب من جوانب الصحوة الإسلامية من خلال الترجمة لرجلٍ من رجال صفوفها الأولى وعُلمائها ومُفكريها، وهو بمشروعه العلمي الراصد (الليبراليون الجدد) مما يُعدُّ من ثمرات صحوة الأمة، وفيه ما يكشف كذلك عن حجم بعض الجهود الدعوية وأثر المحاضن التربوية في بناء الإنسان وتنميته.والترجمة تجاوزت الحياة الشخصية إلى ما هو أكثر أهمية، حيث عَرَضَت أبرز الجوانب التي تحتاج إليها الساحة الفكرية والثقافية، كالاهتمام بشؤون الأمة والموقف من اختراقها وتضليلها، وأهمية الثوابت العقدية وما تمنحه من القوة والثبات، حيث رؤيته عن التحليل العقدي للأحداث، ونقد بعض الكُتب والمقالات، وكتابته لرؤيته عن الحركة الإسلامية، وبعض الرؤى التاريخية، وعن الإرجاء والعلمانية، والديمقراطية، والنظام العالمي الجديد، وعن انتهاك عِرض العالم العربي بتدمير الجيش العراقي من خلال التدخل الأمريكي الأول في العراق وشؤونه، وأن هذا الانتهاك يُعدُّ بوابةً لتدمير جيوش العالم العربي ومقدمةً لأحداثٍ أكثر مرارة!