يتناول هذا الكتاب تحليل ودراسة مجموعة من الثورات والاتفاضات التي عرفها المغرب الأقصى الموحدي خلال الفترة الممتدة ما بين 541 هـ و 600 هـ/ 1147 1204م ، أي بدءا بثورة «الماسي» وانتهاء بثورة «ابن الفرس». وإذا كانت هذه الثورات قد حظيت باهتمام المؤرخين الوسيطيين من خلال حضور وقائعها بشكل متفاوت ضمن كتابتهم، كما أنها أقلقت وشغلت بال ال...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب تحليل ودراسة مجموعة من الثورات والاتفاضات التي عرفها المغرب الأقصى الموحدي خلال الفترة الممتدة ما بين 541 هـ و 600 هـ/ 1147 1204م ، أي بدءا بثورة «الماسي» وانتهاء بثورة «ابن الفرس». وإذا كانت هذه الثورات قد حظيت باهتمام المؤرخين الوسيطيين من خلال حضور وقائعها بشكل متفاوت ضمن كتابتهم، كما أنها أقلقت وشغلت بال الحكام في تلك الفترة، فإن البحث الأكاديمي لا يمكن بدوره أن يتغافل عن طرحها أو يتخلى دراستها، وذلك على الرغم مما يكتنف هذا الموضوع من صعوبات منهجية مرتبطة أساسا بنوعية وطبيعة النصوص المعتمدة، وبذلك يبقى التأويل اعتمادا على ميكانيزمات وأدوات تحليل الخطاب المصدري هو السبيل الوحيد أحيانا لتحقيق هذه الغاية رغم ما يطرحه ذلك من مغامرة ومخاطرة في ذلك الوقت. إن غايتنا من ذلك كله هي المساهمة في طرح أسئلة جديدة تسمح بإغناء النقاش حول جانب من التاريخ السياسي والمذهبي للمغرب الوسيط، كما يتوخى هذا الكتاب كذلك فتح حوار بخصوص العوامل المفسرة لظاهرة العنف السياسي بهذه المنطقة، وكذا تحديد آليات وقنوات تصريفه قبل القيام برصد مظاهر هذا العنف وتجلياته في هذه الرقعة من الغرب الإسلامي الوسيط.