فى زيارتي الأخيرة للبنان, أنا المقيم منذ سبع عشرة سنة فى فرنسا, اكتشفت كم أنني, فى خلقتى وحركاتى ونبرة صوتى وملبسى, ما أزال أشبه رفاق طفولتى وصباي فى حي سليم مسعد الذي ولدت وإخواتي, وابي قبلنا, فى كوخ من أكواخه.وفى بيروت, لما استعدت بعضا من مشاهد حياتى البيتية فى ليون, شبه لي أن زوجتى الفرنسية, مونيك, وأبنائى الثلاثة, ولدوا أيضا...
قراءة الكل
فى زيارتي الأخيرة للبنان, أنا المقيم منذ سبع عشرة سنة فى فرنسا, اكتشفت كم أنني, فى خلقتى وحركاتى ونبرة صوتى وملبسى, ما أزال أشبه رفاق طفولتى وصباي فى حي سليم مسعد الذي ولدت وإخواتي, وابي قبلنا, فى كوخ من أكواخه.وفى بيروت, لما استعدت بعضا من مشاهد حياتى البيتية فى ليون, شبه لي أن زوجتى الفرنسية, مونيك, وأبنائى الثلاثة, ولدوا أيضا فى الكوخ نفسه… كما فى منام أو فى قعر مرآة عميقة, رأيت ذلك الصبى الذى كنته فى الحى يحدق بى وفى عينيه تلك النظرة الخائبة إياها التى أخالها ألصق بى من اسمى وجسمى, نظرة خائبة هى مزيج من إشفاقى بى وبأبى وزوجتى وأبنائى, ومن احتقار أمى لنا, نحن أبناء خيبتها التى لاتنفك تطاردنى.