تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدور الضامن الرئيسي للمصالح الأمنية للدول الغربية خارج حدود القارة الأوربية، إلا أن ضرورات سياسية واقتصادية، وعسكرية في بعض الحالات، تفرض عليها أن تتقاسم مع حلفائها هذا العبء؛ لذا فإنها تحض حلفاءها الأوربيين على أداء دور أكثر وضوحاً في الدفاع عن تلك المصالح، من خلال تحسين قدراتهم في مجال حشد القوة...
قراءة الكل
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدور الضامن الرئيسي للمصالح الأمنية للدول الغربية خارج حدود القارة الأوربية، إلا أن ضرورات سياسية واقتصادية، وعسكرية في بعض الحالات، تفرض عليها أن تتقاسم مع حلفائها هذا العبء؛ لذا فإنها تحض حلفاءها الأوربيين على أداء دور أكثر وضوحاً في الدفاع عن تلك المصالح، من خلال تحسين قدراتهم في مجال حشد القوة من أجل أن تكون مساهماتهم العسكرية أكثر فاعلية، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي التي تعتمد فيها أوربا كلياً على القوة العسكرية الأمريكية لحماية إمدادات النفط.يستقصي هذا الكتاب السيناريوهات التي ستحتاج في إطارها الولايات المتحدة الأمريكية إلى مساهمة عسكرية كبيرة من حلفائها الأوربيين في الدفاع عن منطقة الخليج العربي، ويقوِّم قدرات أولئك الحلفاء في مجال حشد القوة العسكرية، ويحدد الوسائل الرئيسية لتحسين هذه القدرات. كما يقدم الكتاب تحليلاً واقعياً للتحديات السياسية والعسكرية والمالية التي تواجهها الدول الأوربية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويطرح أيضاً استراتيجية تتلاءم وإمكانيات هذه الدول، لتضمن الولايات المتحدة الأمريكية الحصول منها على مساهمة عسكرية كبيرة في منطقة الخليج العربي.إن الموضوعات التي تتناولها هذه الدراسة تنطوي على أهمية كبيرة، وخاصة ما يتصل بالعمليات العسكرية في منطقة الخليج العربي، ومستقبل حلف شمال الأطلسي، والعلاقات الأوربية-الأمريكية. وعلى الرغم من أن الدراسة قد أُعدت قبل اندلاع الحرب على العراق في آذار/مارس 2003، فإن الظروف التي سبقت الحرب ومجرياتها أكدت صحة كثير من الافتراضات والتحليلات الواردة فيها؛ وخاصة ما يتعلق بموضوع مواقف الدول الأوربية إزاء عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي.