حاولت في هذا الكتاب أن أقدم بعض التصورات النظرية والإطارات الفكرية التي يمكن دراسة وتحليل أوضاع الشباب العربي من خلالها. وبالتالي حاولت أن أناقش أربعة قضايا رئيسية مترابطة، أعتقد أنها تتيح لنا رؤية نظرية وواقعية ممكنة، ولكن قيمتها الحقيقية سوق نستطيع أن نحكم عليها حينما توضع موضع التحقق الإمبيريقي، من خلال استخدامها في البحوث ال...
قراءة الكل
حاولت في هذا الكتاب أن أقدم بعض التصورات النظرية والإطارات الفكرية التي يمكن دراسة وتحليل أوضاع الشباب العربي من خلالها. وبالتالي حاولت أن أناقش أربعة قضايا رئيسية مترابطة، أعتقد أنها تتيح لنا رؤية نظرية وواقعية ممكنة، ولكن قيمتها الحقيقية سوق نستطيع أن نحكم عليها حينما توضع موضع التحقق الإمبيريقي، من خلال استخدامها في البحوث التي تتناول الشباب في الوطن العربي. وتدور هذه القضايا: أولاً: حول الفلسفة العلمية الملائمة لدراسة الشباب العربي، وفي هذا الفصل نجد معالجة للمفاهيم والأدوات التصورية، وتحليلياً نقدياً للتوجهات النظرية المختلفة، ومحاولة لصياغة إطار فكري مبدئي يتلاءم واقعياً وتاريخياً مع السمات المميزة للشباب العربي، ومع طبيعة البنية الأساسية لهذا المجتمع. كما نطرح أيضاً الفكرة المحورية للدراسة ككل والتي تتمثل في أن مشكلة البحث الحقيقية هي دراسة الشباب العربي في إطار التغير الاجتماعي الذي يشهده هذا الوطن من حيث طبيعته، وعمقه، وأهدافه، ونتائجه. ثانياً: يفحص الفصل الثاني مسألة ثقافة الشباب على المستويين النظري والواقعي مع تأكيد خاص على الأدوار الوظيفية وغير الوظيفية التي تلعبها هذه الثقافة داخل البناء الاجتماعي للمجتمع العربي المعاصر، وهنا سنجد تحليلاً لعناصر الثقافة الشبابية ومكوناتها، ونزعاتها المختلفة وبخاصة صلتها بالحركة الطلابية على المستويين العالمي والقومي . ثالثاً: يحاول الفصل الثالث أن يعرض لطائفة من الشواهد الواقعية المتصلة بمواقف الشباب العربي واتجاهاتهم من مشكلات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويستوعب هذا الفصل العديد من السمات والقيم والتفضيلات التي توضح خصوصية الشباب العربي، كما تقدم أساساً ملائماً للتحقق-المبدئي-من الإطار النظري الذي أمكن صياغته في الفصلين الأول والثاني. رابعاً: يناقش الفصل الأخير من هذه الدراسة قضية الساعة وهي الشباب والسياسة، أو بمعنى آخر المضمون السياسي للحركة الشبابية، وتنطوي هذه المسألة على أهمية بالغة سواء بالنسبة للدول المتقدمة أم الدول النامية.