تسونامي التقنيات الجوالة

من وقت لآخر تظهر تقانة تشكل قطيعة حقيقية، فتحدث تغييرات كبرى في مجال الأعمال أو المجتمع أو الاقتصاد، وتنتج عنها تأثيرات غير مباشرة على مستويات كثيرة، وبنسب هائلة يتعذر معها استيعاب مدى هذه الآثار قبل أن تلقي الموجة كامل حملها.والحوسبة النقالة واحدة من هذه التقانات التي يتحدث عنها مايكل سايلور في كتاب "تسونامي التقنيات الجوالة" وفيه يؤكد بأن حجم المدّ الذي أحدثته الحوسبة الجوالة ضخم ومنتشر بشكل كبير إلى درجةٍ أصبحنا معها غير قادرين على تبيّن أبعاده كلها رغم أننا غرقى فيه حتى آذاننا. وعبر صفحات هذا الكتاب يشرح لنا سايلور كيف أن الجيل الجديد من الجوّالات الذكية والكمبيوترات اللوحية تؤسس لتتحول إلى المنصة العالمية الوحيدة للحوسبة. كما أن الكمبيوترات الجوّالة والتي أصبحت بين أيدي بلايين الناس ويمكن التواصل فيها وعبرها في أي مكان وزمان، مرشحة أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من الكائن البشري وأداة لا يُستغنى عنها في عصرنا.ومن خلال نظرة مؤرخ، ودقة مهندس، واستشراف رجل أعمال، يتحفنا "مايكل سايلور" برؤية شاملة عن مستقبل عالم التقنيات الجوالة متنبئاً بتغييرات جمّة:  سيصبح التعليم في أرقى الجامعات متوفراً للجميع بكبسة واحدة على الشاشة.  ستتحول النقود إلى برامج افتراضية لا يمكن تزويرها.  ستحمل السيارات والفاكهة والبيوت والحيوانات وكل شيء حولنا رموزاً (tags) لتقدم لنا المعلومات التي نريدها عنها.  ستتمكن من شراء أي شيء بكل بساطة عبر توجيه الجوّال إليه ومسح معلوماته ثم شراءه مباشرة.  سيضغط الوسط الاجتماعي الجوّال على جميع الشركات لتفكر وتتصرف مثل شركات البرمجيات.  ستتغير أنظمة العمل والوظائف مع تحوّل تنفيذ الكثير من الخدمات عبر البرامج الجوّالة.إن كل شيء سيتغير: المنتجات والشركات والصناعات والاقتصادات حتى المجتمعات ستتحول مع اكتساح أمواج "تسونامي التقنيات الجوّالة" لبيوتنا ومصالحنا ومدارسنا ومعاملنا وأماكن عملنا. ومع هذا الواقع المستجد فإن أهمية هذا الكتاب تبرز كدليل لكلٍّ منا ليتعرّف ويخطط لأسلوب ملاحته المستقبلي في خضمّ هذا المحيط الهادر.