إن الحركة العلمية للقياس "الروز النفسي" اليوم قد عمت أرجاء العالم نتيجة للجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها علماء النفس وما زالوا يبذلونها بغية إيجاد الاختبارات النفسية لروز الجوانب المخلفة للحياة النفسية، ولم تقتصر هذه الحركة العلمية على العالم العربي وحسب، بل انتقلت إلى العالم العربي الذي أمضى فترة من الزمن اكتفى خلالها بعملي...
قراءة الكل
إن الحركة العلمية للقياس "الروز النفسي" اليوم قد عمت أرجاء العالم نتيجة للجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها علماء النفس وما زالوا يبذلونها بغية إيجاد الاختبارات النفسية لروز الجوانب المخلفة للحياة النفسية، ولم تقتصر هذه الحركة العلمية على العالم العربي وحسب، بل انتقلت إلى العالم العربي الذي أمضى فترة من الزمن اكتفى خلالها بعمليات الترجمة للاختبارات النفسية التي أعدها العلماء الغربيون وبعد أن أحس علماء عالم النفس في العالم العربي بالحاجة الماسة إلى إيجاد اختبارات تتلاءم مع الشخصية العربية وتنطلق من واقعها وبيئتها هبوا إلى تقنين عدد من الاختبارات على البيئة العربية وأوجدوا المعايير اللازمة لها كما قاموا بإيجاد مراويز خاصة تناولت مختلف الجوانب النفسية إيماناً منهم بأن لباس الغرب لا يتلاءم مع طبيعتنا ولا مع تكويننا.ولعل المؤتمر الثاني لتنظيم وتخطيط البحوث النفسية السيكومترية الذي عقد في مدينة الطائف في شهر ربيع الثاني 1401هـ والذي أوصى الباحثين النفسيين العاملين في المملكة العربية السعودية على ضرورة العمل في إيجاد المقاييس النفسية العربية انطلاقاً من نقطة التقنين والتعبير الملائم للبيئة. إن هذا وذاك هو الذي دفع "فائز محمد علي الحاج" إلى الكتابة في موضوع القياس النفسي لتسجيل تطور الاختبارات النفسية منذ أن بدأت فكرة "الروز" وحتى آخر ما وصلت إليه وقت تدوين هذا البحث.وقد تناول المؤلف البحث في ثلاثة أبواب رئيسية: الباب الأول: ويبحث في الاختبارات النفسية كوسيلة للروز النفسي وتناول فيه تاريخ الاختبارات النفسية. وتصنف هذه الاختبارات، والشروط التي يجب توافرها في الاختبارات النفسية. أما الباب الثاني: فيبحث في الروز "القياس العقلي" وتناول فيه الاختبارات التحصيلية، واختبارات الذكاء واختبارات القدرات الخاصة والقابليات. وأما الباب الثالث: فيبحث في روز الشخصية واختباراتها وتناول فيه اختبارات الميول كوسيلة لتقدير الشخصية واختبارات الشخصية بأنواعها الثلاثة: اختبارات الاستفتاء والاختبارات الموضوعية والاختبارات الإسقاطية "الإصفائية".هذا وقد أيد المؤلف الشرح بعدد من الأمثلة ونماذج الاختيارات وكما أنه ضمن كتابه أسئلة المرواز العربي الميسّر في اختيار حاصل الذكاء الذي جرى تعييره على البيئة العربية السعودية. هذا بالإضافة إلى تضمينه الكتاب ثمانية من المقاييس الإكلينيكية التي جرى تقنينها وتعييرها في دراسة على البيئة السعودية وهي مقياس توهم المرض، ومقياس الاكتئاب، ومقياس الهستيريا، ومقياس الانحراف السيكوباتي، ومقياس الصحة النفسية، ومقياس البارانويا، ومقياس السيكاتينيا، ومقياس الفصام، ومقياس الهوس الخفيف.