العولمة الإعلامية

يمثل هذا البحث محاولة للحديث عن علاقة العولمة الإعلامية بالأمن القومي العربي، انطلاقاً من أن الهوية القومية العربية منذ الحروب الصليبية وحتى الآن تتعرض لتشويه مستمر، وما زال الإنسان العربي يجد نفسه منذ أكثر من قرنين محاصراً لأستلابه وتجديده وفقدان هويته في إطار الهيمنة الاستعمارية بمختلف أشكالها. ومن هنا جاء بحث العولمة كظاهرة تأريخية وإيديولوجيا عبر مقدمة عملت على تأصيل مفهوم العولمة كفعل شمولي، وإيديولوجيتها كعملية مستمرة تعمل في سيرورتها على خلق التضاد والتعارض ما بين العولمة إعلامياً والمن القومي العربي، ومن خلال أربعة فصول استعرض أولها ظاهرة العولمة بين الممارسات التقليدية والإدراك المعاصر حيث حاول الباحث التأصيل لمفاهيم ظاهرة العولمة في أولاً، وتأثيرات الثورة الاتصالية في خلق العولمة الإعلامية في ثانياً ومؤسسات وأدوات العولمة الإعلامية في ثالثاً. أما الفصل الثاني فقد توغل في مفهوم نظرية المن القومي في عالم القرية الإعلامية الصغيرة، حيث تناول وظيفة مفهوم للأمن القومي العربي في أولاً، والتعارض الذي جاءت به إيديولوجيا العولمة بين الأمن الإعلامي العربي ومفهومها لشعوب بلا حدود في ثانياً، فيما بحث الثالث انهيار وظيفة الدولة الاتصالية في عصر العولمة الإعلامية. في حين تناول الفصل الثالث أثار العولمة الإعلامية وانعكاساتها على بيئة النظام العربي، ممثلة بتسييب النظام السياسي العربي من خلال الأول، وبحث مؤثرات المعرفة المعلوماتية على الممارسة السياسية في ثانياً وتحديات العولمة الإعلامية للهوية القومية العربية في الثالث. ثم جاء الفصل الأخير وهو الفصل الرابع، ليقدم رؤى علمية بشأن مستقبل الأمن القومي العربي في ظل العولمة الإعلامية، عبر ثلاثة تحديات أساسية، هي تحولات السيادة الإعلامية. والعولمة الإعلامية (التحدي التكنولوجي)، وحضارة الصورة التي هي جوهر العولمة الإعلامية وأكثر سماتها وضوحاً. وأخيراً اختتم هذا البحث بخاتمة مثلت تجريداً فلسفياً لخطاب البحث ومنهاجيته وصولاً إلى أهم ما توصل إليه الباحث من نتائج بخصوص تأثيرات العولمة الإعلامية على الأمن القومي العربي.