دفعت التطورات السريعة في تقنيات المعلومات والأسلحة ذات التوجيه الدقيق كثيراً من المحللين والمتمرسين إلى التبشير بـ "ثورة في الشؤون العسكرية" تجعل بالإمكان تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة بحد أدنى من الخسائر في الأرواح والأضرار غير المباشرة، وتؤكد هذه الدراسة أن هناك تغيرات جارية قد تكون ذات آثار ثورية بالفعل، لكن القضايا الباعثة على...
قراءة الكل
دفعت التطورات السريعة في تقنيات المعلومات والأسلحة ذات التوجيه الدقيق كثيراً من المحللين والمتمرسين إلى التبشير بـ "ثورة في الشؤون العسكرية" تجعل بالإمكان تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة بحد أدنى من الخسائر في الأرواح والأضرار غير المباشرة، وتؤكد هذه الدراسة أن هناك تغيرات جارية قد تكون ذات آثار ثورية بالفعل، لكن القضايا الباعثة على الصراع ستستمر، كما أن كثيراً من أوجه التقدم الذي رافق "الثورة في الشؤون العسكرية" لن يؤدي بالضرورة إلى حدوث تحول في طبيعة الحرب، وكان معنى نهاية الحرب الباردة أن هناك ثورة أخرى - ثورة في الشؤون السياسية - قد حدثت.وفي هذا الوضع السياسي الجديد يبدو أن الدول الكبرى ترجح التدخل في صراعات بين الدول الضعيفة والمليشيات وعصابات المخدرات على خوض حروب فيما بينها، ذلك أن الأسلحة الدقيقة التوجيه والبنية التحتية القائمة على التقنيات الفضائية التي هي في صميم "الثورة في الشؤون العسكرية" قد لا تتلاءم مع طبيعة هذه الصراعات، وإذا قُدّر للأثر المتراكم للتغيرات التي سبق ذكرها أن يؤدي إلى ثورة فهي ثورة في الشؤون الاستراتيجية بقدر ما هي ثورة في الشؤون العسكرية.