لا يختلف إثنان، على كون علم الأصول هو ميزان الشريعة، ومعيار النصوص، ونبراس العقول، وهو أداة الفهم عن الله ورسوله، والعاصم لذهن المجتهد من الخطأ في إستنباط الأحكام من المنقول وفق قواعد مقررة، ونصوص محكمة، ولذلك فهو علم لا يستغني عنه العالم ولا المتعلم.لأجل ذلك وقع إختيار مؤلف هذا الكتاب "قصي ماهر محمد" على كتاب "بداية المجتهد ونه...
قراءة الكل
لا يختلف إثنان، على كون علم الأصول هو ميزان الشريعة، ومعيار النصوص، ونبراس العقول، وهو أداة الفهم عن الله ورسوله، والعاصم لذهن المجتهد من الخطأ في إستنباط الأحكام من المنقول وفق قواعد مقررة، ونصوص محكمة، ولذلك فهو علم لا يستغني عنه العالم ولا المتعلم.لأجل ذلك وقع إختيار مؤلف هذا الكتاب "قصي ماهر محمد" على كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" ليكون هو المعين الذي يغترف منه معالم الأصول. فكانت ثمرة جهده هذه الدراسة الأصولية التطبيقية والموسومة (طرائف الدلالة وتطبيقها عند أبي رشد في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد)، في محاولة لإبراز النكت الأصولية المتعلقة بطرائق دلالة الألفاظ التي أوردها الإمام ابن رشد وإمعان النظر في النماذج التطبيقية التي من خلالها يمكن قراءة منهجية ابن رشد الأصولية وكيفية تعامله مع النصوص الشرعية، وبراعته في احتواء والخلاف وعرض الآراء الأصولية والفقهية ورد أقوال الفقهاء إلى مبانيها الأصولية وإدراكه العمق لها، حتى بات كتابه موسوعة فقهية مقارنة، لما إشتمل عليه من فنون في مجالات شتى، منذ زمنه وإلى اليوم.أما عن عمل المؤلف في هذا الكتاب، فتمثل في إبراز أقوال العلماء في المسألة المختلف فيها مع بيان وجه الدلالة، وذكر ما يرد عليها من مناقشات، وما يجاب به عنها وذكر الدليل، مقتصراً كما يقول على المذاهب الفقهية المعتبرة من عبر ترجيح، أما المسألة المتفق عليها عند العلماء، فيذكر إتفاقهم ثم يتبعهم بالتوجيه الأصولي عند ابن رشد. أما في الجانب التطبيقي، فاقتصر على نموذج واحد (تطبيقات مفهوم الموافقة عند ابن رشد) المقصود ببيان المسألة المتعلقة بطرائق الدلالة والتي أوردها الإمام ابن رشد وكيفية تعامله معها من الناحية الأصولية... مع ترقيم الآيات وبيان صورها مضبوطة بالشكل أو تخريج الأحاديث من مصادرها الأصلية، وتوثيق المعاني من معجمات اللغة العربية والترجمة للأعلام بإيجاز بذكر الإسم والنسب وتاريخ الوفاة..