نبذة النيل والفرات:يعالج الدكتور خالد مرعب في كتابه مشكلات بناء الدولة الحديثة في لبنان والوطن العربي، موضوعات هامة وأساسية تمس واقع ومستقبل لبنان والعالم العربي.ويأتي بحثه في قسمين، يتناول القسيم الأول في أحد عشر فصلاً مشكلات بناء الدولة الحديثة في لبنان، بينما يعالج القسم الثاني وفي ثلاثة عشر فصلاً الكثير من القضايا العربية ال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يعالج الدكتور خالد مرعب في كتابه مشكلات بناء الدولة الحديثة في لبنان والوطن العربي، موضوعات هامة وأساسية تمس واقع ومستقبل لبنان والعالم العربي.ويأتي بحثه في قسمين، يتناول القسيم الأول في أحد عشر فصلاً مشكلات بناء الدولة الحديثة في لبنان، بينما يعالج القسم الثاني وفي ثلاثة عشر فصلاً الكثير من القضايا العربية المعاصرة.وقد سعى الكاتب من خلال موضوعات كتابه المتنوعة إلى معالجة عميقة وشاملة لمسائل حساسة وأساسية في فهمنا لواقع مجتمعنا المحلي والإقليمي؛ وجاءت دراسته للواقع اللبناني كافية وافية، فهو لم يترك جانباً يتعلق بالنواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والإدارية والتربوية، إلا وتناوله بروح المسؤولية التي تعبر عن وعي الباحث لمشاكل حساسة تتعلق بالطائفية السياسية والفساد الإداري والإستئثار بمقدرات البلاد الإقتصادية من قبل فئة معينة، ناهيك عن تناوله للأحداث الطائفية التي عصفت بجبل لبنان في القرن التاسع عشر وإنعكاساتها في بنية النظام الطائفي السياسي الذي كرسته سلطات الإنتداب الفرنسي وأعطاه الميثاق الوطني في العهد الإستقلالي الأول شرعيته القانونية.ولا يكتفي الباحث بهذا العرض الواسع الذي يشمل شوائب المجتمع اللبناني وتراكماتها التاريخية بل ينتقل من وصف الداء إلى تقديم الدواء، فيعرض في الفصول الثلاثة الأخيرة من القسم الأول لكتابه، لأهمية التنمية ودور المجتمع المدني في بناء الدولة الحديثة في لبنان مقترحاً في النهاية حلولاً تتناول الشؤون السياسية والإدارية والإقتصادية والبنيوية؛ وهو يضعنا في كل ذلك أمام مسؤولياتنا الوطنية، وبحثنا على الإسهام في إنقاذ الوطن من كبوته ووضعه على طريق الإستقرار والتنمية والإصلاح؛ وتنبع مقترحاته للإصلاح من حسه الوطني المتسامح والمنفتح الذي يتحلى به كاتبنا في دراسته هذه، وهي تترك الباب مفتوحاً امام إسهامات الآخرين إلا أنها تقدم مقاربة هامة وأساسية في سياق بحثنا الدؤوب عن حلول ملائمة لمشاكل عسيرة لم تزدها التجارب التاريخية الأليمة في تاريخنا الحديث والمعاصر إلا تعقيداً، وإبتعدت بها عن مسارها الإصلاحي الحقيقي.أما في القسم الثاني من الكتاب فيعرض لنا الكاتب أولاً المشكلات السياسية والإدارية والإقتصادية والخدماتية التي يعاني منها العالم العربي؛ وهذه المهمة ليست بالسهلة خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار تنوع الإختلافات الجوهرية والأساسية بين مجتمعات العالم العربي المتباينة، فالفروقات شاسعة ما بين المشرق العربي ومصر من جهة وما بين المغرب العربي ودول الخليج من جهة أخرى؛ إلا أن الباحث ومع ذلك كان موفقاً في عرضه لقضايا عامة تتلاءم بشكل أو بآخر مع هذا المجتمع أو ذاك.ثم ينتقل الكاتب في فصول ثلاثة الخامس والسادس والسابع إلى دراسة دول الخليج والمغرب العربي مركزاً على دولة قطر والمملكة المغربية كحالتين نموذجيتين، ليركز بعد ذلك على قضية الوحدة العربي بمقوماتها وإشكالياتها، ودور النفط في التطور الإقتصادي العربي، وإستراتيجية التنمية الغذائية العربية ودور الثقافة والتربية والتعليم في تعزيز كل ذلك.ولا يكتفي الكاتب بهذا القدر بل ينتقل في الفصلين الأخيرين من كتابه إلى عرض أثر التخلف في واقع مجتمعاتنا والصراعات العربية المتفجرة من فلسطين إلى العراق فالسودان والصومال التي تستنزف طاقات الأمة وتزرع الفرقة والإختلاف بين أنظمتها الحاكمة.