يتناول هذا الكتاب أبعاد قضية تفتيت العراق ومشروع تدمير الدولة الحديثة فيه، إذ شهد العراق في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته تحولات سياسية وتقانية وعلمية ومؤسسية أوشك أن يخرج معها من مصاف الدول النامية ويغدو دولة عصرية تسير في طريق التقدم الاقتصادي والسياسي والإداري والتقاني والعلمي والعسكري والمعيشي... غير أن النزعة الاستقلالية ...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب أبعاد قضية تفتيت العراق ومشروع تدمير الدولة الحديثة فيه، إذ شهد العراق في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته تحولات سياسية وتقانية وعلمية ومؤسسية أوشك أن يخرج معها من مصاف الدول النامية ويغدو دولة عصرية تسير في طريق التقدم الاقتصادي والسياسي والإداري والتقاني والعلمي والعسكري والمعيشي... غير أن النزعة الاستقلالية الوطنية التي حكمت هذا المسار التنموي، بما في ذلك التحكم الوطني في الثروة النفطية للبلاد، لم ترق لبعض القوى العظمى ذات الأطماع الإمبريالية في العالم، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ساعدتها ظروفُ سقوط نظام الثنائية القطبية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي على فرض نفسها قوة وحيدة على رأس النظام العالمي، فكان تدمير العراق وإسقاط تجربته التنموية التحديثية المستقلة أحد أبرز أهدافها في الشرق الأوسط تمهيداً للسيطرة على كل أرجاء المنطقة والتحكم في موارد النفط فيها.يعرض الكتاب بالوقائع والتحليل مختلف ظروف النشأة والتطور والانهيار التي مرت هذه الدولة بها، بين الاحتلال البريطاني في عشرينيات القرن الماضي والاحتلال البريطاني-الأمريكي في العقد الأول من هذا القرن. ويركز الكتاب على دور الأمم المتحدة في تشريع عملية تدمير العراق وتفتيته عرقياً وطائفياً؛ لينتهي إلى مناقشة الشروط والمحددات الوطنية والإقليمية والدولية لإعادة السلم المدني وبناء الدولة فيه.