تأتي هذه المسرحية شاهداً على عبقرية فتى إسبانيا الشهيد، هذه العبقرية التي اغتيلت وهي في ابان تفتحها وبواكير عطائها الحافلة بالوعود.ففي هذه المسرحية تتجلى شفافية الشاعر وقدرته على تطويع الكلمة والصورة. وفيها يتألق لوركا، كسيد من أسياد الظرف والمرح، وجمالية التعبير، ويتميز بفيض لا حدّ له من التوهج الإبداعي، الذي يحول الأثر الأدبي ...
قراءة الكل
تأتي هذه المسرحية شاهداً على عبقرية فتى إسبانيا الشهيد، هذه العبقرية التي اغتيلت وهي في ابان تفتحها وبواكير عطائها الحافلة بالوعود.ففي هذه المسرحية تتجلى شفافية الشاعر وقدرته على تطويع الكلمة والصورة. وفيها يتألق لوركا، كسيد من أسياد الظرف والمرح، وجمالية التعبير، ويتميز بفيض لا حدّ له من التوهج الإبداعي، الذي يحول الأثر الأدبي بين يديه إلى مهرجان من العطر واللون وصخب الحياة، ونبضها الدافئ الصباح بالفتوة والعافية.نبذة النيل والفرات:لوركا.. سيد الكلمة الحلوة الوادعة المضمّخة بألف عطر من عطور غرناطة، سيد الكلمة الصافية المتألقة المعافاة، المقطوفة من حدائق الأندلس النابضة بألف لون ولون، لوركا صانع الحب والنور واللهب والحلم والسراب، الشهيد الذي تضمه إسبانيا بأجفانها المُقرّحة، لوركا هذا يطل على القارئ من خلال رائعته الإسكافية العجيبة، يظل بأسلوبه حزيناً كوجه القمر على هضاب سييرا نيفادا، صلباً ككل أحرار الدنيا الذين هيأتهم أقدارهم لصنع مصير الإنسان، مرحاً كفراشة الربيع، ثبت الجنان المزركشة الملونة بالأساطير، جميلاً كحمل صغير طاهر، هائم أبداً في أكوان فسيحة من الرؤى والشرود والخضرة.