حتى نساهم في علاج أحد أهم أسباب التخلف في الوطن والأمة؛ فعلينا معرفة التخطيط سواء كنا موظفين أو مسئولين، فبلا تخطيط لا تقدم للأفراد والمؤسسات والدول. وعندنا فقر مدقع في المعرفة بالتخطيط؛ لأن الكثيرين ليسوا مقتنعين بأن التخطيط علم، وأننا بحاجه إلى متخصصين فيه، وما عندنا من خطط فى العالم العربي أغلبها خطط وهمية أو جزئية، وقليل منه...
قراءة الكل
حتى نساهم في علاج أحد أهم أسباب التخلف في الوطن والأمة؛ فعلينا معرفة التخطيط سواء كنا موظفين أو مسئولين، فبلا تخطيط لا تقدم للأفراد والمؤسسات والدول. وعندنا فقر مدقع في المعرفة بالتخطيط؛ لأن الكثيرين ليسوا مقتنعين بأن التخطيط علم، وأننا بحاجه إلى متخصصين فيه، وما عندنا من خطط فى العالم العربي أغلبها خطط وهمية أو جزئية، وقليل منها الجيِّد. وعلى كثير من المخلصين أن يتعلموا أساسيات التخطيط، فالعلم قبل العمل، وإذا كان التقدم يتحقق بالعلم والعمل، فالتخطيط من العلوم الهامة التي نحتاجها، وإذا أنجزنا عملية التخطيط للدول والمؤسسات والمشاريع والأفراد بصورة ممتازة؛ فقد أنجزنا 50 % من التقدم، مع أننا لم نبدأ خطوة في التنفيذ، وهذا يعني أن التنفيذ هو فقط العمل. وكل مجال بحاجة إلى تخطيط، سواء كان عقائديًّا أو سياسيًّا أو إقتصاديًّا أو اجتماعيًّا، وكل مشروع هام لا ينجح بدون تخطيط، وليس صحيحًا أن التخطيط مسئولية الحكومات والمدراء فقط، بل هو مسئولية الجميع؛ لأننا من سيدفع الثمن، سواء كنا شعب أو موظفين. واستخدمتُ عبارة "التخطيط الوهمي" كعنوان للكتاب لكي أنبه على أن كثيرًا من الخطط التي أطلعتُ عليها ليست خططًا صحيحة، وإن وضعنا في التخطيط مأساوي، ولا أقول إن هذا نتيجة رد فعل مؤقتة؛ بل نتيجة معايشة للتخطيط، امتدت لفترة ثلاثين، سنة قرأت فيها وسمعت وشاركت في خطط، ورأيت التخطيط غائبًا أو ضعيفًا في كثير من الدول العربية والمؤسسات والأفراد، وحاولتُ في الفصل الأول - وباختصار - أن أعرِّف القارئ الكريم بالواقع التخطيطي، فإذا لم نعرف المشكلة لن ندرك حاجتنا إلى الحل، أي إذا لم نعرف أن عندنا مرض خطير لن نهتم بالعلاج، أما الفصل الثاني فيهدف إلى بيان أساسيات علم التخطيط، فإذا عرفناها سنعرف كم كنا بعيدين عن معرفتها وتطبيقها، وأضفتُ إلى ذلك ما تعلمته من قراءتي وعملي في مجال التخطيط؛ أي تجربتي في التخطيط.