لم تنضج التعددية في العالم العربي بعد لتُصبح مرادفاً لعمليات تحوّل ديمقراطي فعّالة، وفي حين حقنت الأنظمة الحاكمة والحركات الإسلامية والأحزاب العِلمانية قدراً من التعددية في شرايين المجتمعات العربية، إلا أن الخلل في موازين القوة بين هؤلاء الفاعلين يحدّ كثيراً من إمكانية تحقيق تحوّلات ديمقراطية ناجعة.وحصاد ذلك هو أن العالم العربي ...
قراءة الكل
لم تنضج التعددية في العالم العربي بعد لتُصبح مرادفاً لعمليات تحوّل ديمقراطي فعّالة، وفي حين حقنت الأنظمة الحاكمة والحركات الإسلامية والأحزاب العِلمانية قدراً من التعددية في شرايين المجتمعات العربية، إلا أن الخلل في موازين القوة بين هؤلاء الفاعلين يحدّ كثيراً من إمكانية تحقيق تحوّلات ديمقراطية ناجعة.وحصاد ذلك هو أن العالم العربي يجد نفسه، في المدى المنظور، في مواجهة حالة من اللامبالاة السياسية بين أغلبية واضحة من المواطنين، والإقبال الضعيف على أقلام الإقتراع، وتضاؤل عدد المنتسبين إلى الأحزاب المرخّصة، وتقلّص حجم قواعدها الشعبية، وحتى الإسلاميون، الذين أظهروا في الماضي مقدرة كبيرة على حسن التنظيم وكسب المؤيدين، بدأوا يعانون من الإرهاصات الأولى لتراجع مستوى شعبيتهم.يدرس كتاب فرص التعددية وحدودها: واقع القوى السياسية في العالم العربي ميزان القوة بين مختلف القوى السياسية المتباينة في هذه المنطقة من العالم، والدراسات المتضمَّنة في هذا الكتاب تتفحّص خصائص القوى السياسية الرئيسة، وتقيّم مكامن قوّتها وضعفها، كذلك، يقيّم المؤلفون كيفية تمكّن الأنظمة العربية الحاكمة من إبقاء قبضتها مُحكمة على السلطة، على رغم إدعاءاتها حول دعم مسيرة الإصلاح السياسي والإجتماعي.