هذا الكتاب "نوادر المتزوجين" جاء خلاصة اهتمام المؤلف بموضوع الفكاهة العربية التي تعرف القارئ على أهم الصفات العقلية والروحية التي تميز مجتمعاً عن آخر، لأن جو الفكاهة والضحك والمرح هو أفضل جو يعيش فيه الإنسان بعيداً عن التصنع والتكلف، هذه الطرائف والملح تسلى الهم، وتذهب الغم، وتفضي بالمرء إلى الابتسامة والتفاؤل بالحياة، فهي تجمع ...
قراءة الكل
هذا الكتاب "نوادر المتزوجين" جاء خلاصة اهتمام المؤلف بموضوع الفكاهة العربية التي تعرف القارئ على أهم الصفات العقلية والروحية التي تميز مجتمعاً عن آخر، لأن جو الفكاهة والضحك والمرح هو أفضل جو يعيش فيه الإنسان بعيداً عن التصنع والتكلف، هذه الطرائف والملح تسلى الهم، وتذهب الغم، وتفضي بالمرء إلى الابتسامة والتفاؤل بالحياة، فهي تجمع إلى جانب الضحك، العبرة والفائدة، فضلاً عن إزالة شبح الخوف والقلق والعبوس عن وجه الإنسان، ولئن كانت الغاية في هذا الكتاب، الترويح عن النفس، والإمتاع والمؤانسة، وإبعاد الملل والسآمة عن النفس، فإن المؤلف قد بث فيه فكراً سديدة، وحكماً رشيدة، نتندرّ بها ونتفكه من خلال العرض المجمل لنوادر المتزوجين، كما يمكن للقارئ أن يطلع من خلاله على بعض النواحي الأدبية في تراثنا العظيم، وأن يستفيد من عظات التاريخ القديم ومآثره المجيدة، ولا يخفي ما لذلك من أثر في صقل العقل والثقافة والفكر، وتنمية الملكة اللغوية بذخيرة لا تنضب وغنى إنساني وفير.والفكاهات والنكات التي أوردها المؤلف، هي مختارات من نوادر المتزوجين التي تحمل في مضامينها ملامح الخلق القومي وخصائص الفكاهة العربية، إذ تثير الضحك وتريح الأعصاب وتبعد الهموم والشجون.لا يخلو أي تجمع إنساني من ذلك الشخص الطريف الذي وهبه الله البديهة والحساسية النقدية المرهفة، التي تجعله يلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديه إلى ضحك.وتاريخنا العربي، حافل بهذه الشخصيات المرحة الطريفة التي أبدعت ونسج الناس حولها الكثير من الطرائف والنوارد، المفعمة بروح النقد الاجتماعية والخلقي والأدبي والسياسي.