تتعرض المجتمعات المأزومة بتأثير عواملخارجية وداخلية الى تحديات تهدد البنىالمؤسسية وتعمق مخاطر التمييزالاجتماعي، او تؤدي الى تصدع في مستوىالامن الاجتماعي، كما تتعرض الى تحدياتجديدة تتمثل في ارتفاع مستويات الانحراف-الجريمة المنظمة، والفساد (الماليوالاداري)، والحراك الاجتماعي المزيف،وجنوح الاحداث، والادمان على المخدرات،وغيرها. كما ...
قراءة الكل
تتعرض المجتمعات المأزومة بتأثير عواملخارجية وداخلية الى تحديات تهدد البنىالمؤسسية وتعمق مخاطر التمييزالاجتماعي، او تؤدي الى تصدع في مستوىالامن الاجتماعي، كما تتعرض الى تحدياتجديدة تتمثل في ارتفاع مستويات الانحراف-الجريمة المنظمة، والفساد (الماليوالاداري)، والحراك الاجتماعي المزيف،وجنوح الاحداث، والادمان على المخدرات،وغيرها. كما تشهد مؤشرات التنمية البشريةانخفاضا كبيرا بسبب تدهور البنى التحتية:تأخر عمليات التعليم وتخلفها، وصعوبةإيجاد فرص عمل دائمة، وظروف معقدة تتصلبالجانب الاقتصادي والمعيشي ،واخيرا تهميشالشباب من عمليات اتخاذ القرار.وتبدو علاقة الازمات بالامن الانساني اكثروضوحاً في عالم اليوم، حيث تتعطل او تدمرالمقومات الذاتية للتنمية، بما في ذلكراس المال البشري والمادي، او تتدهورالاوضاع الصحية والتربوية مع تراجع واضح لدور السلطة المركزية وتفاقم المشكلات الاجتماعية وانتشار الفقر.يشمل هذا الكتاب على ثلاثة فصول ومقدمة، يقدم الفصل الأول: السلوك المنحرف في ظروف الأزمات، مقاربات نظرية، رؤى وتحليلات نظرية وميدانية لأبرز أنماط السلوك ألانحرافي الذي يترافق مع تفاقم الأزمات والحروب وتؤدي إلى متغيرات بنيوية في النسيج الاجتماعي.ويوفر الفصل الثاني من الكتاب: الجريمة المنظمة في العراق: تحليل سايكو سوسيولوجي عرضا لأبرز المتغيرات التي شهدها المجتمع العراقي في ظروف الأزمات والحروب والاحتلال، وما نجم عنها من مشكلات اجتماعية وسلوكية معقدة، لعل في مقدمتها توقف عجلة التنمية، وانهيار المؤسسات البنيوية وفي مقدمتها المؤسسات الاجتماعية، وتدمير البنى التحتية، وضيق فرص العمل، وتدهور أوضاع الأسرة، بما فيها المرأة والطفل، وتراجع النظام التعليمي والصحي، وضعف وسائل الضبط الاجتماعي الرسمية وغير الرسمية، مما أفسح المجال واسعا لشتى أشكال العنف والانحراف والجريمة، فضلا عن تعاظم أعداد العاطلين، والمشردين، والمهجرين، وأطفال الشوارع، والمتسولين والمرضى وغيرهم.أما الفصل الثالث "خيارات الرد المجتمعي في المجتمع المأزوم: نحو تنمية تمكينية للعمل الاجتماعي الطوعي و الرسمي" فقد ركز على السياسات والاستراتيجيات الخاصة بحماية الفئات الهشة وبالرد المجتمعي على السلوك المنحرف . والرد هنا يمتد أولا إلى تقديم معالجات للمسببات الحقيقية للانحراف ثم الانتقال إلى ميدان السياسات الاجتماعية الذي يستهدف تضميد الجراح وتحجيم نطاق الخسائرفي هذه الدراسة لن نقول الكثير. لكننا نامل ان يفضي القليل الى إحاطة نسبية بمظاهر الانحراف السلوكي وانعكاساته على بعض مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. فالمعركة ضد السلوك المنحرف جزءً من النضال من أجل الانسان والمجتمع. وسيتطلب الانتصار في تلك المعركة تغيرات بعيدة النطاق على مستويات كثيرة في الاستعدادت وبناء القدرات ومنظومات القيم وفي التعاون المحلي والدولي. كما سيتطلب قبل أي شيء تغيرات واسعة النطاق في الكيفية التي نفكر بها في رسم السياسات الاجتماعية وفي العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان واستحقاقات الأجيال المستقبلية.