بدأت رحلتي مع الإنترنت من مجرد هاو يطيب له أن يقلب الصفحات بحثاً عن ما تطاير من الأخبار والمقالات حتى انتهت إلى ما انتهت إليه الآن من عشق يصل حد الصبابة. فهي لم تعد ذلك المكان الذي كان، بل أضحت وسيلتي في التحدث إلى أصدقائي من نيوزيلندا في أقصى جنوب الكرة الأرضية إلى النرويج في أقصى شمالها، ومن اليابان في شرقها إلى البرازيل في غر...
قراءة الكل
بدأت رحلتي مع الإنترنت من مجرد هاو يطيب له أن يقلب الصفحات بحثاً عن ما تطاير من الأخبار والمقالات حتى انتهت إلى ما انتهت إليه الآن من عشق يصل حد الصبابة. فهي لم تعد ذلك المكان الذي كان، بل أضحت وسيلتي في التحدث إلى أصدقائي من نيوزيلندا في أقصى جنوب الكرة الأرضية إلى النرويج في أقصى شمالها، ومن اليابان في شرقها إلى البرازيل في غربها. عن طريقها أرسل بمقالاتي الأسبوعية للصحيفة التي أكتب فيها بالرغم من أنني إلى يومي هذا لم أقابل رئيس تحريرها ولم اره رأى العين.بسطت الانترنت سيطرتها على مفاصل الحياة المعاصرة، وانزاحت تبعاً لذلك وسائل الاتصال "الجماهيرية" التقليدية لتحل بدلاً منها وسائل إعلام جديدة، بحيث يستطيع الفرد بقدرات متواضعة، حالما يلج العوالم الإلكترونية، أن يحقق ذاته وينشر فكره ويتفاعل مع من حوله دون أن يكون هناك حدود جغرافية أو موانع تقنية أو عوائق مادية.لا يعالج هذا الكتاب قضية تأثير ثقافة الإنترنت على المجمع، ولا هو رسالة في أهمية الانترنت وتجليها في عصر المعرفة، بل هو انعكاس لمدى التأثير الذي لعبته الإنترنت في وجدان شاب من هذا الجيل عرف كيف أن الإنترنت استطاعت أن تجلب له ولغيره كنوزاً من المعرفة والثقافة ما كان له أن يحظى بها لو أنه ارتكن إلى أوعية العلوم التقليدية، ووسائل الاتصال المتواضعة.وقد توخيت أن يكون هذا الكتاب رصداً لتفاعل الإنسان مع شبكة الإنترنت وانتشارها وتأثيرها البالغ اليوم في جميع مفاصل الحياة المعاصرة.
