من يقرأ مؤنس الوزار يدرك أن النقل في روايات كانت نوعية فريدة في مجال المبني والتشخيص والتقنية، بحيث يوحي إلى أن هذا الروائي القدير قد لا يسمح للقارئ أو للدارس الناقد-بالتنبؤ بطبيعة الخطوة التالية،على الرغم من أن هذا التطور قد يعيق رؤية مؤنس الروائي على محمل أعرض ومساحة أوسع، فإن ما حققه الدارس في هذا الكتاب في دراسة رواياته الثل...
قراءة الكل
من يقرأ مؤنس الوزار يدرك أن النقل في روايات كانت نوعية فريدة في مجال المبني والتشخيص والتقنية، بحيث يوحي إلى أن هذا الروائي القدير قد لا يسمح للقارئ أو للدارس الناقد-بالتنبؤ بطبيعة الخطوة التالية،على الرغم من أن هذا التطور قد يعيق رؤية مؤنس الروائي على محمل أعرض ومساحة أوسع، فإن ما حققه الدارس في هذا الكتاب في دراسة رواياته الثلاث عمل مهم يستحق التقدير. وأكبر ما يميزه أن نقده دينامي أيضاً يتغير بطبيعة كل رواية ولا يجيء مصبوباً في قوالب، بل هو يدخل إلى كل رواية من المدخل الملائم لها، فإذا كان التشخيص هو أهم مدخل إلى رواية "أصماء في البحر الميت" فإن هذا المدخل لا يلائم الروايتين التاليتين وإن كان عنصراً مهماً فيها. ولهذا التنويع استطاع الدارس أن يكشف عن المميزات الصحيحة التي تتمتع بها كل واحدة من تلك الروايات، وأن يأخذ بيد القارئ إلى سبر غور المبني والتشخيص واللغة وأهمية الحوار... الخ في كل منها.إن قدرة الكاتب على التحليل، وهو يعايش شخوص الرواية وأحداثها قدرة فذة، وهو يقدم إسهاماً كبير القيمة في إلقاء الأضواء على ثلاث من أهم الروايات الأردنية، ويمنح الروائي مكانة متميزة يستحقها عن جدارة. وقد مكنه اطلاعه على الرواية العربية (وبعض الأجنبية) بعامة، وعلى الروايات الأردنية بخاصة، من أن يكون واثقاً من نفسه في التحليل والتفسير والمقارنة والحكم.