من دفتر السياسة المصرية. هذا هو عنوان الكتاب الذى نضعه بين أيدى قرائنا الكرام فى مصر وغيرها من البلاد العربية. فالسياسة المصرية عريقة عراقة الدولة المصرية والمجتمع المصرى، وهى أيضًا مركبة غير بسيطة، وذلك أمر يتفق مع طبيعة مصر كمجتمع تقوم ثقافته وحضارته التاريخية العريقة على طبقات متفعلة منسجمة مع بعضها البعض فى إطار قدرة مصر على...
قراءة الكل
من دفتر السياسة المصرية. هذا هو عنوان الكتاب الذى نضعه بين أيدى قرائنا الكرام فى مصر وغيرها من البلاد العربية. فالسياسة المصرية عريقة عراقة الدولة المصرية والمجتمع المصرى، وهى أيضًا مركبة غير بسيطة، وذلك أمر يتفق مع طبيعة مصر كمجتمع تقوم ثقافته وحضارته التاريخية العريقة على طبقات متفعلة منسجمة مع بعضها البعض فى إطار قدرة مصر على هضم واستيعاب كل تلك الطبقات من المكونات الحضارية والثقافية ودمجها فى كيان واحد يعكس طبيعة مصر الخاصة لتنشئ كيانا جديدا لا يعد نسخة أو ترجمة لأيا من الروافد التى جاءت منها تلك التيارات. تأتى السياسة المصرية ترجمة لكل ما تقدم وانعكاسا له. والسياسة المقصودة هنا ليست فقط القرارت والبرامج والمواقف التى تُتبنى فى مواجهة مشكلات وقضايا بعينها داخليا وخارجيا، ولكنها أيضا حصيلة التفاعل بين قوى وتيارات ورؤى وحسابات للمصالح توجد على أرض مصر فتنتج تلك القرارت والبرامج والمواقف.بهذا المعنى يتحدث هذا الكتاب عن السياسة المصرية، وبالأحرى فإنه لا يحلل السياسة المصرية فى كلياتها المذكورة آنفا، ولا يجب له ولا يستطيع، فذلك امر يفوق قدرة أى كتاب على تناوله والإلمام بأطرافه. ولذلك يأتى هذا الكتاب كقراءة فى بعض صفحات دفتر السياسة المصرية، صفحات تتصل بعملية الإصلاح السياسى، وبدور الإعلام فى نشر ثقافة الديمقراطية، وببرامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، وبإدارة أمن مصر القومى، وبمستقبل برنامج الطاقة النووية المصرى، فضلا عن تناول بعض محددات إقليمية للسياسة المصرية وتحليل بعض خطوط جديدة فى علاقات مصر الدولية. ولذلك آثرنا أن تكون المفردات الواردة فى الجملة السابقة عنوانين لفصول هذا الكتاب السبعة.
