سجل التاريخ القديم والتاريخ الحديث أسماءً لامعة في عالم الترجمة، واعترافاً بفضل أصحابها في نقل العلوم والمعرفة من حضارة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى.وهذا الكتاب يتناول جانباً من جوانب الترجمة لم يتطرق إليها بالتفصيل أي كتاب صدر في اللغة العربية، وهو فن الترجمة التلفزيونية، الذي أضحى علماً قائماً بذاته بعد أن كثر عدد المشتغلين وا...
قراءة الكل
سجل التاريخ القديم والتاريخ الحديث أسماءً لامعة في عالم الترجمة، واعترافاً بفضل أصحابها في نقل العلوم والمعرفة من حضارة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى.وهذا الكتاب يتناول جانباً من جوانب الترجمة لم يتطرق إليها بالتفصيل أي كتاب صدر في اللغة العربية، وهو فن الترجمة التلفزيونية، الذي أضحى علماً قائماً بذاته بعد أن كثر عدد المشتغلين والمهتمين به وبعد أن ازداد عدد القنوات التلفزيونية بصورة كبيرة.وفي هذا الكتاب، سعى المؤلف إلى تقديم فكرة بشيء من التوسع عن تاريخ الترجمة في اللغة العربية، بدءاً من تاريخ الترجمة في الجاهلية وامتداداً إلى صدر الإسلام وعصر ثورة الترجمة –إن صح التعبير- إبان الحكم العباسي، وانتهاءً بالعصر الحديث، واستعان في ذلك بضرب أمثلة من تلك العصور ومن فترة حكم محمد علي باشا في مصر وما بعده، ثم في بلاد الشام، مروراً بحركة الترجمة والتعريب التي حملت سوريا لواءها في مطلع القرن العشرين، وبخاصة جامعة دمشق التي عربت مناهج كليات الحقوق والطب والعلوم ولا تزال تفخر بذلك وتتابع مسيرة ترجمة العلوم ومواكبة قفزات التقدم العلمي.وتحدث في الكتاب أيضاً عن معاناة المترجمين والمشكلات التي تواجههم وعرض أنواعاً من الترجمة، وقبل الانتقال للتحدث بالتفصيل عن أنواع الترجمات للسينما والتلفزيون. ثم انتقل لشرح المراحل التي تمر بها عملية الترجمة في تلفزيون دولة الكويت بدءاً من تسلم المادة الفيلمية، وإلى أن يراها المشاهد على الشاشة. وعرض أيضاً لبعض المشكلات المهنية والفنية واللغوية التي تواجه المترجم عادة في أثناء عمله وكيفية التغلب عليها.ونظراً لقلة المراجع العربية التي بحث في هذا المجال فقد اضطر في الباب الثاني إلى ترجمة عدد من البحوث المتخصصة بالترجمة التلفزيونية مع إضافة ما رآه مناسباً للقارئ العربي.وما يرجوه هذا الكتاب هو أن يحقق الفائدة للمهتمين بدراسة علم الترجمة وتاريخها، وللراغبين في تعلم هذه المهنة والانخراط بها بعد التأكد من رغبتهم في السيطرة على اللغتين، اللغة الهدف واللغة المنقول عنها، خدمة لأمتهم وللأجيال حاضرها ومستقبلها، كما يرجو أن يملأ هذا الكتاب جانباً من فراغ كبير تعانيه المكتبة العربية في مجال علم الترجمة ولا سيما الترجمة التلفزيونية.