يشكل شعر عز الدين المناصرة إضافة نوعية إلى التجربة الشعرية العربية الحديثة، فقد ساهم في الانطلاقة الشعرية الحديثة التي شهدتها فلسطين والأردن، في فترة الستينات. وهو يعد أحد رواد التجديد التي واكبت حركة التجدد الشعري في أقطار الوطن العربي الأخرى. وهذا الكتاب يقدم مجموعة من الدراسات والمقالات النقدية المتنوعة، التي تناول أصحابها تج...
قراءة الكل
يشكل شعر عز الدين المناصرة إضافة نوعية إلى التجربة الشعرية العربية الحديثة، فقد ساهم في الانطلاقة الشعرية الحديثة التي شهدتها فلسطين والأردن، في فترة الستينات. وهو يعد أحد رواد التجديد التي واكبت حركة التجدد الشعري في أقطار الوطن العربي الأخرى. وهذا الكتاب يقدم مجموعة من الدراسات والمقالات النقدية المتنوعة، التي تناول أصحابها تجربة عز الدين المناصرة بالنقد والتحليل وقد عبرت المقالات والدراسات عن أذواق أصحابها واتجاهاتهم ومذاهبهم.الكتاب يقع في بابين: الباب الأول ضم دراسات لعبد الله رضوان، والدكتور علي عشري زايد، ومحمد نشاط، والدكتور محمد سعيدي، وكمال علواني في مقالته (عز الدين المناصرة، وتجليات الحداثة الشعرية)، يذهب عبد الله رضوان إلى أن الشاعر تمكن من خلق جملة شعرية مغايرة للجملة التقليدية وتمثل هذا في التأخير والتقديم ووجود ضمائر لا يعرف مرجعها كما تحدد في خلق رؤية جديدة للأشياء والعالم والكون.وفي مقالة (أمرؤ القيس الكنعاني.. أقنعة الملك الضليل في ديوان "يا عنب الخليل" يكشف الدكتور علي عشري زايد أبعاد رؤية الشاعر في ديوانه (يا عنب الخليل) حيث يلاحظ تعانق هذه الأبعاد مع أبعاد تجربة الملك الضليل امرئ القيس بن حجر إلى حد الامتزاج والتوحد في كثير من الأحيان. وكان محور هذه الرؤية هو قضية الشاعر الخاصة وقضية أمته كلها في نفس الوقت.أما محمد نشاط فقد ركز في دراسته على النية الإيقاعية والنية النحوية ثم بلاغة النص وقد درس الباحث بنية البيت حيث وجد أن وقفته تنتمي إلى القانون الذي يتمثل في تمام البيت عروضياً فقط محطماً الوقفة الدلالية والنظمية. كما بحث في بلاغة الغموص التي خلقها المتن.يقترب الدكتور محمد سعيدي في مقالته (حيزية عاشقة من رذاذ الغابات) من بنية النص إذ يقتحمه من داخله من أجل جس نبضه وتشريحه وتحديد طبقية ونم العلاقات التي تحكمه وقد كشف الباحث عن فضاء النص الدلالي في شموليته وتعدد رموزه اللغوية. وفي مقالته (تأثيرات هوميروس في كنعانيا ذا وأراغون في "جفرا" يذهب كمال علواني إلى أن المناصرة قد استفاد من بعض أساليب الإلياذة ومن النصب الغائب في لغة الأدب الكنعاني القديم وأعاد تركيبها في تشكيل حديث. أما في جفرا فالفكرة أقرب إلى فكرة إلزا لآراغون رغم استفادته من مجنون ليلى، أما الباب الثاني من الكتاب فقد ضم مجموعة مقولات نقدية لعدد من النقاد والأدباء العرب.