رأى عششًا من الحطب يسكنها عجائز بلا لغة، يكتفون بالإشارات، رأى صبايا كالبدور جالسات ينخلن كسر المحاجر بحثًا عن أحجار كريمة، رأى رجالاً غلاظًا أشبه بالغوريلات يتقاتلون على غلمان عرايا كالجوائز، الغالب يملك الغلام للأبد، والخاسر يدفع لأهل الغلام الثمن، رأى الكثير غير ذلك، لكنه لم يعد يحلم، صارت أحلامه نادرة تقريبًا، مجرد صور بلا ح...
قراءة الكل
رأى عششًا من الحطب يسكنها عجائز بلا لغة، يكتفون بالإشارات، رأى صبايا كالبدور جالسات ينخلن كسر المحاجر بحثًا عن أحجار كريمة، رأى رجالاً غلاظًا أشبه بالغوريلات يتقاتلون على غلمان عرايا كالجوائز، الغالب يملك الغلام للأبد، والخاسر يدفع لأهل الغلام الثمن، رأى الكثير غير ذلك، لكنه لم يعد يحلم، صارت أحلامه نادرة تقريبًا، مجرد صور بلا حركة، صور تظهر وتختفي سريعًا، ومع ذلك فقد كان ينام نومًا عميقًا، ينام لساعات طوال، ويصحو مغسول الحواس ورائقًا ومستعدًا لأي شيء، وكان كل ما يأكله طيبًا، وكل ما يفعله متقنًا، نسى جريمته المجهولة، كما نسى قبلها من أين جاء إلى هنا، تفاهم مع الأخرين بالإشارات، مقلدًا ما يفعلون، وكان يحب أن يصافح الجميع طوال الوقت ويبقى يده فى إيديهم لأطول وقت ممكن، فأسموه المصافح بلغتهم الغريبة المؤلفة من رقع لغات منوعة، وقد بدأ يتعلمها كلمة بعد أخرى.