إن الفقه في الدين من المطالب العلية التي تعشقها نفوس الكرام ، وتسعى إلى بلوغ القمة فيها .وإن العلماء المحققين ـ جزاهم الله خيراً ـ لم يتركوا باباً من أبواب الخير إلا وولجوه ، ولا قفلاً من مباحث الفقه أو غيره إلا وفتحوه .ولكن البحث العام المجمل غيرُ الخاص المفصل .كما أن الإفتاء أخطر شأناً من التأليف .فكيف إذا اجتمع ذلك في تفصيل م...
قراءة الكل
إن الفقه في الدين من المطالب العلية التي تعشقها نفوس الكرام ، وتسعى إلى بلوغ القمة فيها .وإن العلماء المحققين ـ جزاهم الله خيراً ـ لم يتركوا باباً من أبواب الخير إلا وولجوه ، ولا قفلاً من مباحث الفقه أو غيره إلا وفتحوه .ولكن البحث العام المجمل غيرُ الخاص المفصل .كما أن الإفتاء أخطر شأناً من التأليف .فكيف إذا اجتمع ذلك في تفصيل مسألة من المسائل التي تحتاج إلى دقة وإمعان كبيرين ؟!لا شك أن ذلك يستدعي دقة في البحث وتفصيلاً يضيء المسألة من كل جوانبها ، ويناقشها من نواحيها كافة .هذا هو سبب تأليف هذا الكتاب .إنها مسائل دقيقة طرحت على بساط الفتوى والنظر في الأدلة ، واستخراج كوامن الفقه الذي فيها .وفضلاً عن دقة المسألة ووعرة القول فيها . . هي من تلك المسائل التي عمَّت وفشت ، وهي من أبرز مسائل الأحوال الشخصية وفقه المعاملات .إنها مسائل مهمة تتلخص في النقاط التالية :الأولى : في صحة خلع الزوج مع الأجنبي .الثانية : في الرد على القائل : ( إن الطلقات الثلاث تقع واحدة بلفظ واحد ) .الثالثة : في الرد على القائل : بأن أوراق النوط بمنزلة العروض التجارية والفلوس النحاسية .وأنت ترى في قاموس هذا السفر العظيم عالماً عاملاً وغواصاً ناقداً خبيراً ، يمحص المسائل غاية التمحيص بيسر وسهولة .فيستخرج الدرر الكامنة فيها ، ويبرز غوامضها حتى تسفر عن أوجه فقهها دون خفاء أو لبس .فدونكم هذه المسائل فاخبروها ، وسرحوا الطرف في رياضها ، عسى الله أن يجعلنا وإياكم من العلماء العاملين وينفعنا بما علمنا .آمين .