ينخرط كتاب عبد اللطيف الهرماسي، المجتمع والإسلام والنخب الإصلاحية في تونس والجزائر: دراسة مقارنة من منظور علم الاجتماع التاريخي، الصادر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في نطاق جهد يرمي إلى استجلاء علاقة النخب الدينية بالمسعى الإصلاحي؛ إذ يمثّل هذا الأمر موضوعًا جديرًا بالبحث بالنسبة إلى من يروم التعمّق في وجوه ا...
قراءة الكل
ينخرط كتاب عبد اللطيف الهرماسي، المجتمع والإسلام والنخب الإصلاحية في تونس والجزائر: دراسة مقارنة من منظور علم الاجتماع التاريخي، الصادر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في نطاق جهد يرمي إلى استجلاء علاقة النخب الدينية بالمسعى الإصلاحي؛ إذ يمثّل هذا الأمر موضوعًا جديرًا بالبحث بالنسبة إلى من يروم التعمّق في وجوه العلاقة بين الإسلام والحداثة، وفي نتائج الاختراق الذي حققته هذه الحداثة لحضارة ومجتمعات عاشت طويلًا على مقدس ديني، أقامت معماره وأثثته ثمّ جعلت منه معيارها في رؤية الكون وإدارة العلاقات الاجتماعية، قبل أن تصطدم بحداثة صدّعت بنيانها وزعزعت كثيرًا من وثوقياتها، وفرضت عليها طرح تساؤلات موجعة.يدرس الكتاب (مقدمة وخمسة فصول وخاتمة في 480 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) التيارات والنخب الإصلاحية الإسلامية، باعتبارها التعبير الرئيس، خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، عن حيثيات الالتقاء بين الموروث الإسلامي والحداثة، بما مارسته من جاذبية وما أثارته من مخاوف، ولا سيما أنها وردت مسلحة بالقوة الاستعمارية.