يخرج السجناء المفرج عنهم بعد أن اعتبروا من العقوبة، واستفادوا من برامج الإصلاح والتأهيل المعدة لذات الغرض، محملين بآمال عريضة لبداية حياة جديدة، إلا أنهم يصطدمون بالواقع المغاير لما توقعوه، إذ يلازمهم الوصم بالجرم مؤصلاً ما يعرف بتبعات مأزق ما بعد الإفراج، والمتمثل في عدم قبولهم في مجتمعهم الذي ألفوه، وإقصائهم عن المشاركة الإجتم...
قراءة الكل
يخرج السجناء المفرج عنهم بعد أن اعتبروا من العقوبة، واستفادوا من برامج الإصلاح والتأهيل المعدة لذات الغرض، محملين بآمال عريضة لبداية حياة جديدة، إلا أنهم يصطدمون بالواقع المغاير لما توقعوه، إذ يلازمهم الوصم بالجرم مؤصلاً ما يعرف بتبعات مأزق ما بعد الإفراج، والمتمثل في عدم قبولهم في مجتمعهم الذي ألفوه، وإقصائهم عن المشاركة الإجتماعية، وعدم زواجهم، ومحاربتهم، والتشكيك في نزاهتهم، والنظر إليهم بكل ريبة وحذر مبالغ فيه.كل ذلك تفرضه ثقافة مجتمعية في تكوين اتجاهات سلبية نحوهم قد تسبب انتكاسة لوضعهم، ومن ثم العودة إلى الجريمة، وتختلف هذه الإتجاهات وفق أثر الثقافة السائدة، وأيضاً باختلاف نمط الجريمة المرتكبة، والذي يحدد مدى تسامح المجتمع فيها حسب وقعها في إحداث الضرر على المستويين الفردي والإجتماعي.ومن الواقع تبحث هذه الإتجاهات لمعرفة مدى أثرها على المفرج عنهم وارتباطها بنمط الجرم المرتكب، للخروج بنتائج وتوصيات تصب لصالح هذا الجانب بمعالجة السلبيات وتعزيز الايجابيات المصاحبة.المؤلف