لا يكاد المرء يخطئ في تخمين البيئة الاجتماعية التي أنتجت قصص عبد العال الحمامصي، فملامح الواقع الاجتماعي- الصعيدي تبرز بجلاء ناصع في كل أعماله دون استثناء حتى لو كانت القصة تتحدث عن فرنسا- باريس أثناء الحرب العالمية الثانية. أو عن حي هارلم بنيويورك- الولايات المتحدة، والرجل في القصتين، هو ذلك الحالم الوديع الباحث عن عالم خالي من...
قراءة الكل
لا يكاد المرء يخطئ في تخمين البيئة الاجتماعية التي أنتجت قصص عبد العال الحمامصي، فملامح الواقع الاجتماعي- الصعيدي تبرز بجلاء ناصع في كل أعماله دون استثناء حتى لو كانت القصة تتحدث عن فرنسا- باريس أثناء الحرب العالمية الثانية. أو عن حي هارلم بنيويورك- الولايات المتحدة، والرجل في القصتين، هو ذلك الحالم الوديع الباحث عن عالم خالي من العنف والقمع والاستغلال، في مواجهة عالم تحكمه تقاليد العنف والبطش، وهي ذات البنية الصراعية التي تحكم بناء باقي القصص. غير أن قصص هذا الكاتب الكبير لم يأتي بالطبع، على ذات النسق البنائي الأول، بل تنوع وتغير وتطور مع مرور السنوات، وليس هذا فقط التطور الفني الطبيعي للكاتب الذي ازداد خبرة ورصانة ونفاذًا رؤيويًا، ولكن أيضًا بسبب تغيير وتبدل الموجات الأدبية السائدة في زمنها. ناهيك عن تغير الظروف التاريخية وأسئلة الواقع الاجتماعي.