تعد هذه الدراسة من الدراسات الجادة التي تناولت بالبحث والتقصي حركة التعليم وانتقال المعارف وتواصل السند العلمي من جيل إلى آخر بتلمسان، من ظهور سلطنتها الزيانية إلى سقوطها، حيث أصبحت منتجة للعلم والفكر كغيرها من حواضر هذا العصر ولم تعد تتطلع فقط إلى التزود من ثقافة المشرق، خصوصا بعد الحسم المذهبي أين أصبح المذهب المالكي هو مذهب ا...
قراءة الكل
تعد هذه الدراسة من الدراسات الجادة التي تناولت بالبحث والتقصي حركة التعليم وانتقال المعارف وتواصل السند العلمي من جيل إلى آخر بتلمسان، من ظهور سلطنتها الزيانية إلى سقوطها، حيث أصبحت منتجة للعلم والفكر كغيرها من حواضر هذا العصر ولم تعد تتطلع فقط إلى التزود من ثقافة المشرق، خصوصا بعد الحسم المذهبي أين أصبح المذهب المالكي هو مذهب المغاربة دون منازع… لقد بذل صاحب هذه الدراسة جهودا كبيرة لإزالة الغموض عن هذا الجانب الهام من تاريخ العلوم والتعليم، مبرزا الأدوار التي قامت بها تلمسان والمكانة التي تبوأتها بين حواضر العلم مشرقا ومغربا. مستوفيا منهج البحث التاريخي، مسائلا كل ما أتيح له من مصادر ودراسات حديثة، محاولا الإحاطة بكل الجوانب، مجيبا على تساؤلات عدة تعكسها فصول هذه الدراسة… وأخيرا فإن هذه الدراسة جيدة في موضوعها عميقة في معالجتها وغزيرة في معلوماتها.. نرجو أن تكون دافعا قويا للباحثين المهتمين بتاريخ الحاضرة تلمسان والحركة العلمية بها من خلال تراث علمائها الغزير الذي لا يزال جله مخطوطا لكي تبذل الجهود لتحقيقه ونشره.