الحقيقة ستحررك, هذا ما فعلته هذه الأوراق البيضاء. لقد حررتني. أطلقت روحي لعوالم لم أكن قادرة حتى على تخيلها. قطعت جميع القيود والأغلال التي كانت تشدني لهذه الأرض شد الوثاق...نبذة النيل والفرات:وصلت ثقتي بنفسي وشجاعتي أن دخلت على طبيعتي النفسية لأهبها ثقتي فيها وبمقدرتها على إخراج شياطيني من رأسي. أخيراً تملكت الشجاعة الكافية لأع...
قراءة الكل
الحقيقة ستحررك, هذا ما فعلته هذه الأوراق البيضاء. لقد حررتني. أطلقت روحي لعوالم لم أكن قادرة حتى على تخيلها. قطعت جميع القيود والأغلال التي كانت تشدني لهذه الأرض شد الوثاق...نبذة النيل والفرات:وصلت ثقتي بنفسي وشجاعتي أن دخلت على طبيعتي النفسية لأهبها ثقتي فيها وبمقدرتها على إخراج شياطيني من رأسي. أخيراً تملكت الشجاعة الكافية لأعترف أمام نفسي أن في رأسي عطب لا أعلمه يحتاج لعلاج نفسي حقيقي. أخيراً تملكت الشجاعة لأطلب موعد مع طبيبة نفسية جميلة، لم تكن غريبة عني، كانت جارتي وصديقة طفولتي وكاتمة أسراري. كانت مريم أخت فاضل إبراهيم. عشر سنين كانت كفيلة بجعلي مريضة تحتاج لعلاج نفسي وجعل جارتي طبيبة حاذقة ومصدومة بعمق مأساة جارتها وصديقة طفولتها، لتعود مرة أخرى لتكتم أسراري من جديد. وأنا أعترف أن إسمها هو ما شدني عندما كنت أقرأ لها مقالاً عن العلاج النفسي للمغتصبات. هذه مريم جارتي تكتب مقالاً لم أفهم نصفه لعمقه موقع بإسمها الدكتورة مريم إستشارية العلاج النفسي. ولم أرتدد لحظة واحدة في أن هذه الجارة هي طوق النجاة الذي بعثه الله لي. ما زال الله يحبني رغم جرائمي وبشاعتي وما إقترف في حق نفسي. علاقتي مع الله تحسنت أيضاً هي أيضاً. كانت الساعة التي أستلقي فيها على أريكتها الخضراء وأغمض عيني وأشبك أصابع يدي وأرمي بها على بطني هي الساعة الأقسى على عقلي. ولكنها الأسعد لفؤادي، مريم، وبشكل مترهل تسبر ذكرياتي بطريقة بعيدة كل البعد عن التسلسل الزمني الذي في ذهني. كانت تقفز من مرحلة لمرحلة أخرى بصورة غير مترابطة، أو هكذا أنا أشعر. ولكني وبعد أن يصل دماغي كافة الإنهاك ويبدأ صداعه بالهجوم عليه بقوته المعتاد، تتوقف وتودعني بإبتسامتها الرائعة ليبلغ إرتياحي قمته في ذلك اليوم . هكذا هي شخصيات الرواية وكأنها تضع أقنعة الشياطين. أحداث تسيرها غرائز شيطانية، وعلاقات محرمة تحتل المشاهد بأبعادها. إلا أن الروائي جعل زهرة صادق البطلة المحورية ذات العقد الثالث، وإحدى من ضمن الأقنعة ، تتخلى بل ترمي بالقناع بعيداً لتعود إلى زوجها وأطفالها الثلاث الذي وصفتهم بالملائكة فتعود مزهوة بنفسها لإنتصارها في مقولتها على ضعف إمكانياتها التي جعلتها تعيش حياة مليئة بالألم حافلة بالصراع.