قراءة أبي عمرو البصري من القراءات العشر المتواترة التي بها نتعبد الله تعالى ونصل بها إلى مرضاته، فهي كغيرها محفوظة بحفظ الله عز وجل لكتابه العزيز. ويعتبر الإمام أبو عمرو بن العلاء البصري (رحمه الله) من أئمة الهدى في القراءات، فهو إمام البصرة ومقرؤها الذي ضبط هذه القراءة ضبطاً متقناً والذي أخذها نقلاً عن التابعين (رحمهم الله)، وأ...
قراءة الكل
قراءة أبي عمرو البصري من القراءات العشر المتواترة التي بها نتعبد الله تعالى ونصل بها إلى مرضاته، فهي كغيرها محفوظة بحفظ الله عز وجل لكتابه العزيز. ويعتبر الإمام أبو عمرو بن العلاء البصري (رحمه الله) من أئمة الهدى في القراءات، فهو إمام البصرة ومقرؤها الذي ضبط هذه القراءة ضبطاً متقناً والذي أخذها نقلاً عن التابعين (رحمهم الله)، وأخذها التابعون نقلاً عن الصحابة (رضوان الله عليهم)، والصحابة أخذوها مشافهة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تلقيناها عن علمائنا (رحمهم الله تعالى). وللبصرى - المترجم له - راويان كبيران هما حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي، واللذان تلقيا هذه القراءة بواسطة يحيى اليزيدي الذي تلقاها عن أبي عمرو البصري مشافهة. ولكل راوٍ من الراويين طريقان، فأما الدوري فله طريقان هما: طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، وطريق ابن فرح. وأما السوسي فله طريقان أيضا هما: طريق أبي عمران موسى بن جرير، وطريق ابن جمهور عنه. وقد تميز السوسي (رحمه الله) عن غيره من القراء بأنه صاحب الإدغام الكبير، وسمي كبيراً: لكثرة عمله به، ففيه مرحلتان: أنه يسكن الحرف المتحرك الأول، ثم يدغمه في الحرف الثاني، ولحروف محددة سنذكرها عند فرش المصحف إن شاء الله، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ الرَّحِيمِ * مَلِكِ ﴾ فيقرأها في حالة الوصل (الرَّحِيمَّلِكِ) وهكذا كثير منه في القرآن الكريم. وأما الدوري البصري فقد تميز عن السوسي وغيره من القراء بإمالة كلمة (الناسِ) المجرورة إمالة محضة. وفي هذا المُؤَلَف (تحفة المقري بقراءة أبي عمرو البصري) يعّرف الكاتب بالقارئ وأصوله المجملة وبالراويين وأصولهما وطريقهما، ثم فرش المصحف بالراويين من أول الفاتحة إلى الناس مع أوجه التكبير مقارناً برواية حفص وأوجه الخلاف بينهما مع ذكر أسباب الخلاف إن وجد معتمداً بذلك على أمهات الكتب للوصول إلى سببه وبشكل تفصيلي إن اقتضى البحث لكي يكون القارئ على بصيرة منه، ثم ذكر الكاتب الأوجه إن وجد سواء أكان ذلك بالإدغام الكبير أم بالتقاء الهمزتين بالكلمة الواحدة أو الكلمتين... الخ. واعتمد الكاتب في بحثه هذا على مصنفات كبرى مختصة بهذا العلم المبارك - علم القراءات - والذي بذل أصحابها قصارى جهدهم (جزاهم الله خيراً وأجزل لهم المثوبة والرضوان) حتى وصلت إلينا غضة طرية والحمد لله رب العالمين. وأما خطة البحث فتتلخص:أولاً- ذكر الآية وما فيها من خلاف وكل آية على حدة، ليتمكن طالب العلم فرش المصحف آية آية، وخلاف خلاف حتى وإن كان مكرراً. ثانياً- اتبع الكاتب رواية حفص عن عاصم بفرش المصحف وذكرت الخلاف بقراءة أبي عمرو وراوييه مع التعليق على سبب الخلاف لغوياً وتجويدياً إن وجد في (الحواشي). ثالثاً- ذكر الأوجه لاسيما في الإدغام الكبير، فبعض الإدغامات تقرأ بسبعة أوجه.. ومنها بأربعة... وهكذا لليتسنى للمعلّم اعتماد ما شاء من طريق في قرائتها. رابعاً- اعتمد في عد الآيات على العدد البصري مقارناً إياه بالعدد الكوفي عند كل سورة مع ذكر الاختلاف، وذلك بفرش المصحف على العدد الكوفي ثم ذكر اختلافها مع العدد البصري في (الحواشي). خامساً- ذكر طرق كل راوٍ على حدة، مع الترجمة لكل من تيسرت له ترجمته. سادساً- اعتمد الكاتب قراءة أبي عمرو البصري براوييه الدوري والسوسي كما يأتي:1- حفص الدوري عن طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس.2- صالح السوسي عن طريق أبي عمران موسى بن جرير.