من عوالي حديث الحافظ ضياء المقدسي

الكتاب من تحقيق الدكتور محمد مطيع الحافظ.يقدم لنا الأستاذ الدكتور "محمد مطيع الحافظ" تحقيقاً هاماً عن عالم جليل عالي الإسناد، من المحدثين القريبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان قد ألف الكثير من الكتب في الحديث والتاريخ والتراجم، من هذه الكتب كتابه هذا: "من عوالي حديث الحافظ ضياء الدين المقدسي تخريجه من الموافقات في مشايخ الإمام أحمد"، جمع فيه الضياء كما يدل عليه عنوانه من عوالي مروياته عن شيوخه بالسند المتصل إلى عدد من شيوخ الإمام أحمد.يضيء الكتاب على أهمية علوم الحديث ومعرفة صحيحها من سقيمها، وكيفية جمعها وكتابتها وسماعها، لذلك كان الحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي المتوفي سنة 643هـ، ناقداً ومدققاً هاماً في هذا المجال. وقد قال الحافظ ابن الصلاح في معنى الموافقة على الحديث بأنه صحيح ومسند: "هي أن يقع لك الحديث عن شيخ مسلم فيه مثلاً عالياً، بعدد أقل من العدد الذي يقع لك به ذلك الحديث عن ذلك الشيخ إذا رويته عن مسلم عنه".من هنا تأتي أهمية الإضاءة على جهود الحافظ الضياء في هذا الكتاب من مروياته العالية الإسناد التي رواها عن شيوخه بالسند المتصل إلى عدد من شيوخ الإمام أحمد وهم عشرة.لقد عني الدكتور محمد مطيع الحافظ بجهد لا يكل لخدمة الإسلام والمسلمين، وقدم لنا ترجمة موجزة للمؤلف، وتعريفاً به وهو الحافظ ضياء الدين، أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، الدمشقي الصالحي، الحنبلي، من صفاته أنه اتقن علوم الحديث والفقه والتاريخ والسير، وجمع إلى ذلك طرفاً من الأدب والتفسير واللغة، محباً للعلم تلقياً وأداءً إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.إن ما يحمله هذا الكتاب من المعرفة والإطلاع الواسع ورغبة في نشر السنة النبوية والتراث المقدس، ذو أهمية كبرى لذلك جاء تخريج الأحاديث، وشرح الألفاظ ليغني الدارس وطالب العلم والمؤمن المتنور للوصول إلى فهم صحيح وقناعة تامة بأهمية هؤلاء العلماء الذين أغنوا قلوبنا وعقولنا بالإيمان بما نقلوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مآثر وأحاديث صحيحة السند.