لا يختلف اثنان على أنّ مصداقيّة الإيمان المسيحيّ تقوم على حقيقة قيامة المسيح من بين الأموات. غير أنّ هذا التأكيد يثير أكثر من سؤال: فمن الناحية التاريخيّة، هل يمكن أن نقدّم براهين على القيامة المذكورة؟ ومن الناحية العقليّة، هل التسليم بقيامة المسيح يتوقّف على قبول الإيمان بصفته نعمة إلهيّة تقترح على الإنسان أن يؤمن بما لا يستطيع...
قراءة الكل
لا يختلف اثنان على أنّ مصداقيّة الإيمان المسيحيّ تقوم على حقيقة قيامة المسيح من بين الأموات. غير أنّ هذا التأكيد يثير أكثر من سؤال: فمن الناحية التاريخيّة، هل يمكن أن نقدّم براهين على القيامة المذكورة؟ ومن الناحية العقليّة، هل التسليم بقيامة المسيح يتوقّف على قبول الإيمان بصفته نعمة إلهيّة تقترح على الإنسان أن يؤمن بما لا يستطيع أن يتوصّل إليه بقدراته العقليّة المحدودة؟ وأخيرًا، ما معنى قيامة المسيح في حياة المؤمن والكنيسة والعالم؟ هل هي مجرّد حدث ينتمي إلى الماضي، أم حقيقة راهنة لا تنفكّ تغيّر العالم؟الهدف من هذا الكتيّب محاولة رسم الخطوط العريضة التي تسمح بتوضيح هذه الأسئلة، والإفساح في المجال للإجابة عنها. ففي القسم الأوّل، استعرض المؤلِّف شهادات العهد الجديد عن القيامة، ومدى مصداقيّة أسسها التاريخيّة، واستنتج أنّه لا يمكن فصل الموضوعات اللاهوتيّة التي تنطوي عليها روايات القيامة عن العناصر التاريخيّة الصرف. فالأناجيل هي أبعد ما تكون عن سيرة حياة يسوع بحصر المعنى، لأنّها شهادات إيمانيّة. لذا، بحث الكاتب مضامين شهادات نصوص الأناجيل التي تتكلّم على ترائيّات المسيح (القسم الثاني)، ومن ثمّ، تعرّض للعلاقة العضويّة القائمة بين الكنيسة، الشاهدة على قيامة المسيح، والقيامة نفسها.د. م.