أطلق على هذا العصر الكثير من التسميات، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، عصر الأقمار الصناعية، وعصر السرعة، وعصر التكنولوجيا، وعصر الحاسوب، وعصر الإنترنت، وعصر القرية العالمية، وعصر التحديثات التي تكاد تعصف بمجالات الحياة المختلفة، سواء أكان مجالاً علمياً أم سياسياً أم اجتماعياً، وكذلك في مجال القيم والأفكار والاتجاهات، وفي هذا...
قراءة الكل
أطلق على هذا العصر الكثير من التسميات، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، عصر الأقمار الصناعية، وعصر السرعة، وعصر التكنولوجيا، وعصر الحاسوب، وعصر الإنترنت، وعصر القرية العالمية، وعصر التحديثات التي تكاد تعصف بمجالات الحياة المختلفة، سواء أكان مجالاً علمياً أم سياسياً أم اجتماعياً، وكذلك في مجال القيم والأفكار والاتجاهات، وفي هذا الخضم فإن المطلوب من المجتمع الواعي الإسراع بمواكبة تلك التحديثات في جميع المجالات، بل إعطاء المجال التربوي/ التعليمي الجهد الأكبر، لأنه يعتبر ركيزة أساسيّة في تقدمه وتحقيق مكانة مرموقة لنفسه، ومن ثم يستطيع التصدي للمشكلات القائمة والمتوقعة. ومن هنا يتضح لنا دور "الحداثة" "Modernity" التي تمثل الحالة التي يصل إليها المجتمع الناتجة عن الحركة الإيجابية له، وعن نموه أو تقدمه وتطوره، أو الانتقال بالمجتمع ككل من حالة تقليدية سابقة، إلى حالة جديدة، أكثر تعقيداً أو نضجاً من ناحية النمو، أكثر رفاهية وقوة من ناحية التقدم أو التطور، ويطلق على العمليّة التي تفضي إلى هذه الحالة بالتحديث Modernization. فالحداثة حالة ناتجة عن: تنمية التفكير، وتنمية الإبداع، وتطبيق التكنولوجيا، والتأقلم مع المتغيرات السريعة، وتوافر المعلومات والمهارات الفردية المعاصرة، والنزعة الديمقراطية، وتقبل الخبرات والأفكار الجديدة، والتخطيط والتنظيم، والتحول من نمط التعليم القديم إلى نمط التعليم الحديث، ومضاعفة القدرة المعرفية والوجدانية، وتطوير المعرفة الإنسانية التراكمية، والتسلح بالمقومات المادّيّة والمعنوية التي تتسم بها حضارة هذا العصر في ضوء فلسفة المجتمع وثقافته، والتنوع والمرونة والتغير الإيجابي، وحب الوطن، والنظرة المتفائلة. إن الوصول إلى الحداثة لا يتم دون توافر القوى البشرية التي تأخذ على عاتقها عبء البناء والتقدم والتحديث، فتعتبر هذه القوى العناصر الفاعلة في المجتمع، فلا بد لهذه العناصر أن تكون لديها القدرة على امتلاك معنى الحداثة أي فهمها، وكذلك استخدامها وممارستها، وتكون لديها اتجاهات إيجابية ذات تأثير دينامي نحوها. فالمجتمع بحاجة إلى إنسان ينادي للوصول إلى "الحداثة"، مستعد لخوض تجارب وابتكارات جديدة، إنسان متعلم قادر على طرح وشرح أمور لها علاقة بواقعه وبواقع البقاع الأخرى في العالم، ويكون لديه قبول ديمقراطي بالآخرين، يؤمن بالإنسان وبالحس الإنساني. وبذلك فإن هذا الإنسان يحرص على التماسك والتكامل الاجتماعي والتنمية العامة في المجتمع، والنهوض المستمر بمستوى الإنتاج، والاعتماد على العلم الحديث المبني على التقنية والواقعية، فمن الواجب توظيف القدرات العقلية الفكرية وتنميتها لفهم الحداثة وممارستها، وتوجيهها توجيهاً ذا خصوصية بالمجتمع الأردني الذي وضع في ظل "القيادة الهاشمية" على خريطة المجتمعات العصرية "الحديثة" وفي ضوء الفلسفة الإسلامية وقيمها من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية.