لأن الفلسفة هي خطاب ليلي متأخر دوماً عما يجري في وضح النهار من أحداث ليست هي بالوضوح إياه المنعكس في مرايا أخبار الصحف اليومية، ولأن الصحافة هي جزء من الحدث، كونها تؤثر في صيرورته خبراً مؤثراً في الإعلام عنه، كان لا بد من مراقبة تجليات الحدث الأهم أواخر هذا القرن (انهيار المنظومة الاشتراكية) وبعيداً عن ضجيج الاحتفالات المهللة فر...
قراءة الكل
لأن الفلسفة هي خطاب ليلي متأخر دوماً عما يجري في وضح النهار من أحداث ليست هي بالوضوح إياه المنعكس في مرايا أخبار الصحف اليومية، ولأن الصحافة هي جزء من الحدث، كونها تؤثر في صيرورته خبراً مؤثراً في الإعلام عنه، كان لا بد من مراقبة تجليات الحدث الأهم أواخر هذا القرن (انهيار المنظومة الاشتراكية) وبعيداً عن ضجيج الاحتفالات المهللة فرحاً بهذا الانهيار، بعيداً عن الصمت الجنائزي المفجوع في مهرجانات تحليل أسباب ذاك الانهيار، ومع ما في هذا الخضم من فرح وحزن، أو من دهشة وغبطة عند البعض، وصدمة وإحباط عند البعض الآخر؛ كان لا بد من قراءة فلسفية، كانت للباحث نديم نجدي في هذا الكتاب.وهذه القراءة ضمّت أبحاثاً تمحورت بمجملها حول الفلسفة الماركسية.. وحملت في ثناياها رأياً منحازاً ربما، إلا أنه لا يشارك المتشائمين حزنهم، ولا المتفائلين فرحهم، كما أنه لا يستعجل في اقتراح بدائل، يجب أن تتكفلها اللحظة الآتية في المستقبل.