تعلم القيم وتعليمها: تصور نظرى وتطبيقى لطرائق وإستراتيجيات تدريس القيم

إن تعليم القيم الفاضلة أصبح فريضة ينبغي الاهتمام بها وتحمل مسؤولياتها الجسيمة، ومقصر كل من يهمل تربية أبنائه وبناته وطلبته عليها، ونقطة البداية تكون بك عزيزي القارئ بأن تكون قدوة صالحة لمن تربيهم فلا يرون من سلوكك إلا حباً وعطفاً وخيراً، ولا يسمعون من حديثك إلا الصدق والعدل والبر، كما عليك أن تبذل جهودك المستمرة في غرس الإيمان، والحق، والفضيلة، والعدل، والمسؤولية عند أبنائك وبناتك من المتعلمين والطلبة، ولتكن على يقين إن أفضل رسالة تؤديها خدمة لأمتك، وتكوين وعيها، وتعزيز دورها الحضاري يكمن في حفظ كيان أفرادها، ورعايتهم، وتعريفهم الخير من الشر، وتزويدهم بالإرادة الخيرة والفاعلة التي تقيهم الضعف والانجرار وراء ما يضر بالنفس، ويفسد الحياة، وكل ذلك كله مرهون برسالة تعليم القيم الفاضلة وتعزيزها.جاء الكتاب وبين جنباته تصوراً نظرياً وتطبيقياً لطرائق واستراتيجيات تدريس القيم، ومعلومات ومعارف ذات نفع وفائدة يمكن أن يستفيد منها الآباء والأمهات والمربون وهم يتولون تربية الناشئة وإعدادهم للحياة، وقد روعي أن يكون سهل العبارة، جامع الفكرة، متخصص المعلومة، ولكنه برغم ذلك يحتاج إلى الدقة والأناة والتفهم عند قراءة موضوعاته، والتحلي بالصبر واليقظة والتركيز عند تقليب صفحاته حتى يؤتي ثماره المرجوة. ولتأسيس فهم سليم وعميق للقضية القيمية وطرائق تعلمها واكتسابها تمت كتابة خمسة فصول متكاملة، شكل الفصل الأول مدخلاً لتدريس القيم وبنى تصوراً معرفياً كافياً لأبرز قضاياها وأهمها، فتناول تعريف القيم وعلاقتها بالمصطلحات والمفاهيم التربوية والنفسية الأخرى، وخصائص القيم وأهميتها وتصنيفاتها، كما عرض تصور المنهج التربوي الإسلامي للقضية القيمية.واهتم الفصل الثاني بعمليات الاستعداد لتدريس القيم فتناول الأهداف الوجدانية ومستوياتها، وإجراءات التخطيط لتعليم القيم، ومبادئ تدريس القيم وتعليمها، وعرّج على أهم المشكلات والصعوبات التي تعيق تعلمها.وتناول الفصل الثالث أهم طرائق تدريس القيم وصنفها في فئات ثلاث: الطرائق العرضية، والتفاعلية، والكشفية، فعرف بكل طريقة منها، وبين أهميتها لتعلم القيم وتعليمها، وركز بشكل خاص على خطواتها وإجراءات تنفيذها، ثم جاء الفصل الرابع ليركز على أهم استراتيجيات تدريس القيم حيث تناول ثلاث استراتيجيات هي: توضيح القيم، والمحاكمة العقلية للقيم، واستراتيجية النمو الأخلاقي.واختتم الكتاب بالفصل الخامس الذي ركز على عملية قياس القيم، مظهراً أهمية الملاحظة، والمقابلة، ومقاييس الاتجاهات والقيم كأدوات لتحقيق ذلك.